موجز مقالات مؤتمر الحوار الثقافي العربي الإيراني
موجز مقالات مؤتمر الحوار الثقافي العربي الإيراني الاعتدال و العقلانیه - تعريب  : محمّد حسين حكمت المقدّمة
     على الرغم من قدرة أهل السياسة ـ  ومن خلال عمليّة رسم السياسات الثقافيّة التي تقوم بها الكوادر السياسيّة الثقافيّة  ـ على القيام بتعميق التفاهم وتدعيم العلاقات وتقوية دور النخب الفكريّة في تذليل العقبات القائمة في مسيرة العلاقات الثقافيّة بين إيران والعالم العربي؛ إلاّ أنّ الذي نعتقده أنّ الأُمور الثقافيّة يجب أن توكل إلى أهل الثقافة والفكر، وأنّ أفضل السبل للتغلّب على العقبات القائمة ـ  أو المحتملة  ـ هي الحوارات الثنائيّة أو الجماعيّة بين النخب والحكماء والمفكّرين في إيران والعالم العربي.
     ومن هذا المنطلق ارتأى المعهد العالي للعلوم والثقافة الإسلاميّة بالاشتراك مع مجموعة من المراكز العلميّة التحقيقيّة في مدينة قم المقدّسة ـ  باعتبارها تمثّل المركز الثقافي الديني للثورة الإسلاميّة في إيران  ـ أن يخطو خطوة أساسيّة على هذا الطريق.
     ولمّا كانت العقلانيّة والاعتدال يعتبران من أبرز عوامل التواصل بين المذاهب والبلدان ومن أهمّ تعاليم الدين الإسلامي، قرّر المعهد العالي أن يعقد المؤتمر العلميّ حول الحوار الثقافي بين إيران والعرب، واختار هذين العاملين محوراً لأبحاثه وحواراته.
     وفي هذا السياق وجّه المعهد العالي للعلوم والثقافة الإسلاميّة دعواته لعددٍ من مفكّري وعلماء العالم العربي، ونشر استكتاباً دعا فيه العلماء والمفكّرين الإيرانيّين إلى تقديم مقالاتهم حول الموضوع.
     وقد وصلنا العديد من المقالات من المراكز العلميّة التحقيقيّة الحوزويّة والجامعيّة، أكّدت على ضرورة الحوار الثقافي بين النخب، وأشارت إلى سبل إزالة العقبات وتمتين الروابط، وبيّنت كيفيّة الارتقاء بها كمّاً وكيفاً، واقترحت توفير الأجواء المطلوبة في هذا المجال.
     أ ـ موجبات الحوار الثقافي بين إيران والعالم العربي:
     1 ـ تعميق التنافر بين إيران والعالم العربي، والآثار السلبيّة لذلك على علاقات إيران بالعالم الإسلامي، وضرورة التأكيد على الحلول الثقافيّة للتغلّب على هذا التنافر.
     2 ـ وجود الإمكانيّات والقابليّات القادرة على تحقيق الانسجام بين إيران والعالم العربي، والمتمثّلة بنقاط الاشتراك الدينيّة والثقافيّة والتاريخيّة والحضاريّة، والتشابه الجيوبوليتيكي والجيوستراتيجي، والتشابه في مجابهة العصرنة والعالم الغربي، والضرورات والمنافع الحاصلة من استثمار هذه الإمكانيّات للتخفيف من آثار العقبات الموجودة على طريق العلاقات الثنائيّة.
     3 ـ القابليّات الواسعة المتّفق عليها والمقبولة للثقافة في حلّ المشاكل التي تجابه علاقات إيران والعالم العربي، وضرورة الاستفادة من الدور المؤثّر للنخب في تهيئة الأرضيّة المناسبة لتنمية العلاقات وتخفيف الخلافات.
     4 ـ التهديدات والأخطار التي يشكّلها تشديد التناغم العربي الغربي وتقارب العرب مع إسرائيل ضدّ إيران.
     5 ـ الأجواء السائدة في الساحة الدوليّة بعد الاتّفاق النووي بين إيران والغرب، وشحوب صورة مشروع الرهاب الإيراني.
     ب ـ أهداف الحوار الثقافي بين إيران والعالم العربي:
     1 ـ تهيئة مجالات التعارف والتفاهم والتواصل بين الوسطين الثقافيّين الإيراني والعربي، وتقوية أصوات الاعتدال، وتخفيف التوتّرات المذهبيّة والثقافيّة الموجودة في علاقات إيران والعالم العربي.
     2 ـ تشخيص وتقوية المشتركات الثقافيّة واكتشاف الحلول الكفيلة بإزالة المخاوف والعقبات في إطار التعاون الجماعي والفئوي والاستفادة من إمكانات النخب الثقافيّة.
     3 ـ تسهيل وتقوية النشاطات المشتركة بين المراكز التحقيقيّة والثقافيّة في إيران والعالم العربي.
     4 ـ الوصول إلى صورة واقعيّة عن إيران الإسلاميّة في العالم العربي ـ  وبالعكس  ـ مع الأخذ بنظر الاعتبار المزايا والواقعيّات الموجودة في هاتين المنطقتين.
     5 ـ قطع الطريق أمام مساعي أمريكا والغرب لتصوير إيران بصورة التهديد الأوّل للعالم العربي.
     6 ـ الوقوف بوجه عمليّة تحويل النزاعات السياسيّة إلى أحقاد ثقافيّة ومذهبيّة راسخة.
     7 ـ منع حصول الإجماع العالمي ضدّ إيران بالاستفادة من وسيلة الحوار والمداراة.
     8 ـ تأسيس وتفعيل المنظّمات الشعبيّة والأمانة العامّة الدائمة للحوارات الثقافيّة.
ج ـ محتويات مقالات المؤتمر:
     تندرج المقالات المقدّمة للمؤتمر ضمن واحدٍ من العناوين الأصليّة للمؤتمر: «الاعتدال والعقلانيّة في أفكار المسلمين وممارساتهم»، «الاعتدال والعقلانيّة في التعاليم الدينيّة»، «الاعتدال والعقلانيّة في الحوارات الثقافيّة» و  «الاعتدال والعقلانيّة ومحاربة التطرّف».
     وهناك حلقات فرعيّة يقدّم أصحاب المقالات والمفكّرون مقالاتهم خلالها، ويجرون فيها حواراتهم الإيجابيّة ويعلنون اقتراحاتهم البنّاءة الهادفة لتحقيق التقارب والتواصل بين إيران والعالم العربي.
…………
 
              (1)
الاعتدال في فكر وممارسات الإمام موسى الصدر
شريف لكزائي 
خلاصة البحث:
     كانت مسألة الاعتدال منذ أزمنة قديمة واحدة من المسائل الأساسيّة في الفلسفة السياسيّة، خصوصاً بعدما أشار إليها أرسطو كواحدةٍ من الفضائل وبحثها بالتفصيل في كتاب أخلاق نيكو ماخوس.
     وتبع ذلك قيام الفلاسفة المسلمين أيضاً ببحث هذه المسألة، ولا يزال هذا الموضوع في مركز اهتمامات المفكّرين المسلمين حتّى الآن.
     وقد ورد هذا الموضوع (الاعتدال) منذ سنة 2002 في أدبيّات الحياة السياسيّة في إيران، بمناسبة انتخابات الدورة العاشرة لرئاسة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
     وعلى هذا فإنّ ما نروم إليه ليس هو البحث النظري البحت عن هذا الموضوع، وإنّ كنّا نعتقد باحتياجه إلى مزيدٍ من البحث والحوار.
     وفي هذا المقال نلقي نظرة على فكر وسيرة أحد الفلاسفة والنشطاء السياسيّين، كي ندرك مدى الملازمة والامتزاج بين النظريّة والتطبيق لدى هذا المفكّر الإسلامي في موضوعة الاعتدال.
     لقد كان هذا المفكّر واحداً من أُولئك الذين ارتبط الفكر لديهم بالعمل ارتباطاً تفصيليّاً، حتّى جاز لنا أن نعتبره نموذجاً ومثالاً مناسباً لمقولة الاعتدال.
     من هنا نحاول في هذا المقال أن نبحث عن مكانة الاعتدال في فكر الإمام موسى الصدر، مع إلقاء نظرة على سيرته العمليّة أيضاً، وبيان بعض الأبعاد من أعماله النابعة من اعتداله.
     والظاهر أنّ الذي ساعد في إنجاح مبادرات الإمام موسى الصدر في لبنان هو انطلاقها من فكرة الاعتدال في مجتمع معقّد ومتعدّد الألوان والثقافات كلبنان، وتجسّد ذلك الاعتدال في حضوره المستمرّ والفاعل في التجمّعات الثقافيّة المختلفة في المجتمع اللبناني.
     وكما يرى الكاتب فإنّ الذي كان يرمي إليه الإمام الصدر هو تأسيس وتجذير أبعادٍ لوجود الإنسان تؤدّي إلى ظهور إنسانٍ ومجتمعٍ معتدل في لبنانٍ جديد. ومن هنا نلاحظ تأكيده على الاعتراف بالفروق والتعايش السلمي والتضامن الاجتماعي والتأكيد على المشتركات الإنسانيّة والعلاقات بين الطوائف والأديان، باعتبارها عناصراً كان الصدر يسعى من خلال التأكيد عليها إلى زرع خصلة الاعتدال في المجتمع اللبناني.
     وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ تصوّر الصدر عن الاعتدال هو الوسطيّة، وأنّ المعتدل هو ذلك الذي يدرك الصورة الواقعيّة لنضال وكفاح المحرومين والمظلومين في المجتمعات الإسلاميّة ولا يتّهمهم بالتطرّف أو الإلحاد.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال، الوسطيّة، التعايش السلمي، التضامن الاجتماعي، السيّد موسى الصدر، لبنان.
...........

المجتمع الفكري بمثابة مجتمع مثالي إسلامي في الفلسفة السياسيّة للعلاّمة الطباطبائي
أحمد رضا يزداني مقدّم 
خلاصة البحث:
     تهدف هذه المقالة إلى تهيئة إطار تحليلي للمقارنة بين المجتمعات الإسلاميّة والمجتمعات المعاصرة من خلال مفاهيم (السنّة الاجتماعيّة في الإسلام) و  (التفكير الاجتماعي) و  (الاجتهاد الاجتماعي) في الفلسفة السياسيّة للعلاّمة الطباطبائي.
     كما تهدف إلى  بيان خصائص المجتمع الإسلامي المثالي الذي يمكن اعتباره تجسيداً لما يسمّى في فكر العلاّمة الطباطبائي بالمجتمع الفكري أو الاجتماع الفكري والعقلي، وذلك من خلال الرجوع إلى آثار العلاّمة الطباطبائي.
     والسؤال الأصلي الذي تطرحه المقالة هو عن إمكانيّة تقييم الجوامع الإسلاميّة ونقدها خصوصاً من خلال مقارنتها بالمجتمعات الحديثة في الفلسفة السياسيّة للعلاّمة الطباطبائي.
     وتدّعي المقالة أنّ العلاّمة الطباطبائي وفي إطار نظريّته التي تبدأ من البحث في المعرفة وتنتهي بعلم الإنسان والاجتماع يقدّم تحليلاً خاصّاً عن العقل والعقلانيّة والتفكّر يكون المجتمع الإسلامي المثالي ثمرةً من ثمارها، وهي عناصر مع إشارته لها كمفردات لخصائص المجتمع الإسلامي لكنّه يستخدمها كأدوات للنقد أيضاً، مع تأشير نقاط التمايز بين هذا المجتمع والمجتمعات المعاصرة، مثلما يستخدم نفس أدوات النقد لنقد المجتمعات الغربيّة المعاصرة أيضاً.
     وحصيلة ما تصل إليه المقالة هو أنّ بإمكاننا استناداً إلى المباني النظريّة للعلاّمة الطباطبائي وما يقدّمه من تفسير وتحليل عن القرآن والإسلام والإنسان والاجتماع أن نشير إلى المجتمع العقلي أو المجتمع الفكري كنموذجٍ للمجتمع الإسلامي المثالي.
     كما يمكن لنا وانطلاقاً من هذه الصورة المثاليّة أن نقيّم ماضي وواقع ومستقبل هذا المجتمع أيضاً.
     واستناداً إلى التحليل الذي يقدّمه العلاّمة الطباطبائي للمجتمع الإسلامي المثالي فإنّ هذا المجتمع إنّما يقوم على أساس التفكّر الاجتماعي، وهو مجتمعٌ عقليّ وفكريّ.
     ومدى هذا التفكّر من الاتّساع بحيث يبدأ من مباني المجتمع مارّاً بمديريّة شؤونه الاجتماعيّة والسياسيّة ومستمرّاً حتّى يصل إلى الشؤون الدينيّة لذلك المجتمع.
     وعلى هذا يمكن ملاحظة وتوظيف هذا التفسير للعقلانيّة في ما لا يقلّ عن ثلاثة مجالات في إدارة المجتمع، هي: مباني المجتمع، ومديريّة شؤونه الاجتماعيّة والسياسيّة، والشؤون الدينيّة لذلك المجتمع.
.............

مكانة العقل في الحكم والسياسة من منظار الفارابي
أحمد رضا يزداني مقدّم 
خلاصة البحث:
     تهدف هذه المقالة إلى تقديم مشروع عن مكانة العقل في فلسفة الفارابي السياسيّة باعتبارها فلسفة سياسيّة تستند إلى العقل.
     كما تحاول الوصول إلى إجابة عن موقع العقل ـ  المقصود في تعريف الفارابي للعقل  ـ في عمليّة إدارة المجتمع، وما هو دوره في عمليّة التقنين ؟ وما هي علاقته بالدين والشريعة ؟ وهل هناك علاقة بين العقل والمدينة الفاضلة والسياسة المدنيّة ؟
     ومدّعى المقالة هو أنّ الفلسفة السياسيّة للفاربي هي فلسفة سياسيّة مدعومة من العقل، بل يمكن تسميتها بفلسفة العقل السياسيّة.
     والعقل الذي يقصده الفاربي له معانٍ متنوّعة، وعلى هذا الأساس يكون شاملاً للعقل الكلّي الانتزاعي والعقل التجربي والذرائعي والتكنيكي.
     أمّا المدينة الفاضلة والسياسة المدنيّة فالتفسير الذي يقدّمه الفارابي لها يقوم على أساس إرجاعها إلى مفهوم العقل.
     وهذا العقل في ثلاثٍ ـ  على الأقلّ  ـ من مراتبه (العقل النظري، العقل العملي، والتعقّل) هو الأساس في الحكم والتقنين وإدارة المجتمع.
     وتنتهي المقالة إلى نتيجة هي أنّ مفهوم العقل ـ  وخصوصاً مفهوم التعقّل  ـ في الفلسفة السياسيّة للفارابي يمتلك القدرة والقابليّة على تلبية الحاجات الأساسيّة والظروف المتغيّرة والمتجدّدة، وهذا يشير إلى أنّ العقلانيّة لها أنواع كثيرة جدّاً وليست نوعاً واحداً فقط، وأنّ ميدان تطبيقها يمتدّ إلى كافّة شؤون الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة، وأنّ الفاربي يرى أنّ استخدام العقلانيّة التراكميّة والاستشاريّة والتجريبيّة من الأُمور التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة.
..............
4
العقلانيّة في المسلك الفقهي للإمام الخميني وآية اللّه‏ الخامنئي
السيّد سجّاد إيزدهي
خلاصة البحث:
     رغم استفادة الفقهاء في عمليّات استنباطهم للأحكام من منابع ومباني مشتركة، إلاّ أنّ الاختلاف في الاستفادة من بعض المنابع من جهة حدّها الأدنى أو الأقصى، والمسالك المتعدّدة في مناهج الفقه الشيعي تؤدّي إلى اختلاف النتائج واستنباطات الفقهاء.
     ورغم أنّ ساحة العبادات لا تتيح إلاّ مجالاً ضيّقاً للاستفادة من العقل في الاستنباطات الفقهيّة، إلاّ أ نّه مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ غالب مباحث هذه الساحة هي أُمور إمضائيّة لا يتوفّر العقل على قدرة درك ملاكاتها، نجد أ نّنا كلّما ابتعدنا عن حدود ساحة التعبّديّات هذه واقتربنا من ساحة الأُمور الاجتماعيّة والسياسيّة والحكوميّة، كلّما لمسنا اتّساعاً في مجال الاستفادة من العقل، ولا يقتصر الأمر على الاستفادة من العقل المستقلّ بمثابة كونه دليلاً للأحكام الشرعيّة، بل إنّ مسلك اتّباع المنهج العقلاني والاستفادة من بناء العقلاء في الاستنباطات الفقهيّة يجد المجال أمامه مفتوحاً إلى حدّه الأقصى.
     وهذا الأمر لا يمتاز بعدم اصطدام حجّيّة الأحكام الشرعيّة فيه مع العقلانيّة فقط، بل إنّه يضمن انسجام وفاعليّة قوانين إدارة المجتمع في إطار النظام السياسي.
     وقد قدّم الإمام الخميني وآية اللّه‏ الخامنئي ـ  من خلال توظيفهم للمنهج العقلاني في الاستنباط واستفادتهم من العقل باعتباره دليلاً مستقلاًّ  ـ مسلكاً منسجماً ومتناسقاً من الاستنباط الذي لا يتوقّف عند قدرته على إدارة النظام السياسي، بل يضمن فاعليّة النظام السياسي ونجاحه.
     إنّ المنهج القائم على الحدّ الأقصى من العقلانيّة يمكنه ـ  إضافةً إلى ضمانه لكفاءة النظام السياسي  ـ أن يجعل من الفقه الشيعي باعتباره ضامناً لأُسلوب الحياة السياسيّة المطلوبة أمام سائر المذاهب فقهاً قابلاً للفهم والدفاع، ويؤكّد على إمكانيّة التعامل والحوار في ما يخصّ قوانين إدارة المجتمع الإسلامي وتقديم النموذج المطلوب للنظام السياسي الدولي على امتداد العالم الإسلامي.
     ويستمدّ هذا الأمر قوّةً استثنائيّة من جهة أنّ بُناة هذه المدرسة الفقهيّة هم قادة الفكر والفقه والسياسة في البلاد الإيرانيّة التي تعدّ البلد الوحيد الذي يُدار وفقاً للفقه الشيعي، وهم الذين يتطلّعون لمنطق التقريب بين المذاهب والعلاقات الإيجابيّة مع العالم الإسلامي في الوقت الذي يجابهون فيه نظام الاستكبار والدول الاستعماريّة.
..............
5
المسلك الاجتهادي للعلاّمة شرف الدين ومسألة اتّحاد المجتمعات الإسلاميّة المعاصرة
السيّد سجّاد إيزدهي 
محمود فلاح 
خلاصة البحث:
     إنّ من أهمّ الأُمور التي تشغل أذهان المفكّرين المسلمين في عصرنا الحاضر هو ترسيم آفاق العلاقة بين متغيّرين هما الاختلافات الدينيّة ووحدة المسلمين.
     وقد كانت الاستنباطات التي قُدّمت في بعض الموارد عن هذين المتغيّرين سبباً في ابتلاء المجتمعات الإسلاميّة بالأزمات المختلفة، التي يمثّل التطرّف المذهبي الذي نشهده في أيّامنا هذه نموذجاً بارزاً لها.
     وقد صاغ بعض العلماء المعاصرين أفكارهم بشكلٍ لا تتعرّض معه فكرة اتّحاد الجوامع الإسلاميّة بمعنى كونها (أُمّة) إلى الخدش وتبقى مصونةً من الأذى رغم الاعتراف بوجود الاختلافات المذهبيّة.
     ومن هؤلاء المفكّرين المعاصرين هو السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي (1290 ـ 1377 هـ  ) الذي كان واحداً من المنادين البارزين للوحدة الإسلاميّة والاتّحاد بين المذاهب، ولم تكن دعوته تلك بمعنى المصالحة بين العقائد المذهبيّة بل بمعنى اتّحاد هذه المجتمعات في وجه أعداء الإسلام.
     وقد وظّف العلاّمة شرف الدين أُسلوب الاجتهاد في ميدانين هما الأُصول والمباني الدينيّة (فقه الوفاق) وميدان الفروع الدينيّة والتوفيق بين أحكام الفروع الدينيّة (فقه الخلاف) للوصول إلى استراتيجيّة تقرّ باشتراك أغلب أُصول الدين لدى المذاهب الإسلاميّة المختلفة، وأنّ بإمكان هذه المذاهب أن تتّحد في وجه أعداء الإسلام بمحوريّة هذه الأُصول، وأنّ الاختلافات الموجودة في الآراء الفقهيّة متى ما كانت صادرة وفقاً لضوابط الاجتهاد فهي تحظى باحترام كافّة المذاهب.
     إنّ تحليل مسألة الاختلافات المذهبيّة وعلاقتها بالاتّحاد الإسلامي في المنظومة الفكريّة للعلاّمة شرف الدين يتيح لنا الإقرار ضمن آليّة خاصّة بأنّ قبول الاختلافات المذهبيّة يمكن أن يلعب دوراً محوريّاً في اتّحاد وانسجام المجتمعات الإسلاميّة بوجه الأعداء المشتركين أيضاً.
     المفردات الأساسيّة: الاجتهاد، اتّحاد المجتمعات الإسلاميّة، الفقه المقارن، العالم الإسلامي وشرف الدين.
...........
6
دور الاعتدال في تطوّر المجتمع والنظام السياسي، مع التأكيد على آراء المفكّرين المسلمين
مرتضى يوسفى راد 
خلاصة البحث:
     انبرى المفكّرون الإسلاميّون على الدوام في منظوماتهم الفكريّة وفي مواجهتهم للأنظمة السياسيّة المرفوضة في عصورهم إلى رسم الأُطر للنظام السياسي المطلوب الذي يتّصف بصورة أساسيّة بحاكميّة الاعتدال فيه على كافّة أجزائه وعناصره.
     والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو عن ظرفيّة الاعتدال الذي يتحدثّون عنه، والذي يرونه لازماً لرقيّ المجتمع والنظام السياسي وتعاليهما.
     والجواب هو أنّ هؤلاء إنّما يتحدّثون عن حاكميّة الاعتدال ويبذلون جهودهم الفكريّة في شؤونه من جهة اعتقادهم بما للاعتدال من دورٍ أساسيّ في تبديل الأوضاع السيّئة والمرتبكة وغير العمليّة لأجزاء وأفراد المجتمع والنظام السياسي المرفوض إلى الحالة المطلوبة المتّصفة بصفات التناسق والتعادل والتوازن بين أجزائها وعناصرها، وكفاءتها في تحقيق التطوّر والتسامي.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال، التعادل والتوازن، المفكّرون الإسلاميّون، النظام السياسي المرفوض، النظام السياسي المقبول.
..............

7
دور التربية الأخلاقيّة في تكوين المجتمع المعتدل والعقلاني من منظار العلاّمة الطباطبائي رحمه اللّه‏
حسن عبدي پور فرد 
خلاصة البحث:
     كان الحوار على الدوام يمثّل ـ  ولا يزال  ـ أفضل الأرضيّات المشتركة لبثّ الحيويّة والنشاط في الفعّاليّات الاجتماعيّة، ويمكن اعتباره ميداناً رحباً لا يمكن الاستغناء عنه لإقامة العلاقات والمناسبات الاجتماعيّة.
     والواقع أ نّنا لو نظرنا من الزاوية الإنسانيّة لأمكننا تعريف الإنسان بأ نّه الموجود الذي يتقوّم وجوده بالحوار.
     كما أنّ التدبّر في آيات القرآن الكريم تبيّن اهتمامه الخاصّ بموضوع الحوار والمناظرة باعتبارهما أداتين مناسبتين لتجسير الفواصل بين الثقافات والأديان المختلفة.
     من هنا يمكن القول أنّ الالتفات إلى هذا الجانب وتوظيف الحوارات التي تتّسم بمراعاة الأدب والأخلاق يمكن أن يكون أداةً للتغلّب على المشكلات، خصوصاً ما يعتري العلاقات الإيرانيّة العربيّة من الكدورة والفتور، وذلك لأنّ المحاور إذا التزم بأخلاق الحوار فلا شكّ أ نّه سينحو في حواره منحىً معتدلاً وعقلانيّاً.
     وهكذا يجب على كافّة النخب العلميّة والثقافيّة في إيران والعالم العربي أن يستلهموا من تعاليم القرآن باعتباره المصدر المشترك لكافّة المذاهب الإسلاميّة ما يرسمه لهم من أُسلوب ناجح ومنطقيّ يعتمد الأدب في إدارة حوارهم وعلاقاتهم الثقافيّة والعلميّة.
     وقد أورد العلاّمة الطباطبائي في الجزء السادس من تفسيره الميزان بحثاً مفصّلاً نسبيّاً تحت عنوان (الأدب)، تطرّق فيه إلى أُمور من بينها طريقة الأنبياء (الفصل الثامن) قائلاً: إنّهم لم يكونوا يردّون بالمثل أبداً على ما يلاقونه من الشتائم والتهم والاستهزاء ولا يستعملوا ألفاظاً نابيةً ولا مهينة، ولم يخرجوا عن إطار الأدب، بل كانوا يلتزمون في كلامهم بالألفاظ الجميلة والطيّبة.
     والمقال الحالي يتناول بالتحليل والدراسة خصائص الحوارات الأخلاقيّة في التعاليم القرآنيّة استناداً إلى آراء المفسّر القرآنيّ الكبير العلاّمة الطباطبائي. وبعد بيان دور التربية الأخلاقيّة في تكوين المجتمع المعتدل والعقلاني، ينتقل إلى الحديث عن توظيف ذلك في عمليّة الحوار بين إيران والعالم العربي.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال، أدب الحوار في القرآن، سيرة الأنبياء، العلاّمة الطباطبائي.
.............
8
اعتدال الحكومة في المفاهيم الدينيّة ـ مع التركيز على آراء العلاّمة الجوادي الآملي
فاطمة مريدي 

خلاصة البحث:

     المقصود من كلمة (العدل) هو وضع كلّ شيء في موضعه، و  (العدالة) هي إيصال الحقّ إلى صاحبه.
     أمّا (الاعتدال) المشتقّ من كلمة العدل فهو يفيد معنى التوازن، بمعنى الوسطيّة والابتعاد عن الإفراط والتفريط.
     ورغم عدم ورود مفردة (الدولة المعتدلة) أو مفردة (الاعتدال) في القرآن بصراحةٍ تامّة، إلاّ أنّ هناك شواهد دينيّة عديدة تفيد أنّ اللّه‏ تعالى قد أقام دين الإسلام والأُمّة الإسلاميّة على أساسٍ من الاعتدال.
     ورغم إمكانيّة كون الاعتدال ممدوحاً أو مذموماً، إلاّ أ نّنا ننطلق من الاعتدال الممدوح القائم على الحقيقة والعدالة، لنبحث في هذه المقالة في ثنايا الآيات القرآنيّة والنصوص الدينيّة، مؤكّدين على آراء العلاّمة الجوادي الآملي لتأشير خصائص الحكومة المعتدلة، ومباني الاعتدال، وأهمّ آثار وبركات الحكومة المعتدلة كما وردت في القرآن.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال، الحكومة المعتدلة، القرآن، العدالة، الحقّ، الجوادي الأملي.
.........
9
الاعتدال والعقلانيّة في سيرة الإمام موسى الصدر العلميّة والعمليّة
مهدي فرخيان 
خلاصة البحث:
     تشتقّ كلمة (الاعتدال) كما يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته من (العَدل) أو (العِدل). والعَدل يستعمل في ما يُدرك بالبصيرة، بينما العِدل في ما يدرك بالحواسّ الإنسانيّة، وكلاهما بمعنى المساواة والوسطيّة، أمّا الإفراط والتفريط فكلاهما في مقابل الاعتدال، وهما من الأُمور المذمومة.
     كما فسّر الراغب (العقل) بأ نّه القوّة المستعدّة لتقبّل العلم. وعلى هذا المعنى يكون العقل هو أداة استلام العلم. وإذا اكتفينا بهذا المقدار القليل عن معنى العقل ولم ندخل في المعاني الاصطلاحيّة والمفصّلة له؛ أمكننا اعتبار العقلانيّة واحداً من عناصر الاعتدال، أو نتيجةً من نتائجه.
     وتظهر آثار الاعتدال وتبرز في ساحتَي العمل والنظر. ففي ساحة النظر هناك ـ  على الأقلّ  ـ عنصران يُدخِلان الإنسان في دائرة الاعتدال: 1 ـ ابتعاده عن التعنّت. 2 ـ انفتاحه. أمّا في ساحة العمل فكذلك يمكن الحديث عن مكوّنين ـ  على الأقلّ أيضاً  ـ يتألّف الاعتدال منهما: 1 ـ الواقعيّة. 2 ـ النظرة الشموليّة.
     يقول الإمام موسى الصدر: «إنّ الاعتدال ينتج من إدراك حالة الآخرين، ويؤدّي بالإنسان إلى أن يشعر أنّ آلام الآخرين هي آلامه». وهذه العبارة قصيرة في كلماتها، لكنّها ترسم مخطّطاً لاثنين من عناصر الاعتدال وإحدى النتائج للسلوك المعتدل، والعنصران هما:
     1 ـ إنّ الاعتدال مفهومٌ متضايف.
     2 ـ إنّ الاعتدال لا يمكن تحقّقه إلاّ بالنظرة الواقعيّة.
     أمّا النتيجة فهي اقترابنا من الآخر، واتّحاد آفاقنا مع الآخرين.
     إنّ سيرة الإمام موسى الصدر تستحقّ الدرس والبحث والنقد، سواء في جانبها النظري أو في جانبها العملي.
     ففي الجانب النظري امتاز بابتعاده عن التعنّت، وبتقبّله للأفكار المعاصرة. وبعبارةٍ أُخرى: إنّه لم يكن يرى كلّ ما يعتقده صادقاً، وكان على يقين أنّ الآخرين أيضاً لهم معتقدات صادقة.
     أمّا في الجانب العملي، فقد كان مدركاً للواقع المحيط به إدراكاً جيّداً، وكان يسعى لاتّخاذ أفضل القرارات واعياً لعواقب ما يتّخذه منها. وهذا الأُسلوب في مواجهته للأُمور الاجتماعيّة السياسيّة في بلد معقّد مثل لبنان كان له الفضل أحياناً في تبديل الأخطار إلى فرصٍ نحو الأحسن.
     ومن صفات الإمام الصدر الأُخرى صفة الشموليّة. فقد كان مدركاً أنّ الارتقاء بمستوى الشيعة يحتاج منه أن يلتفت إلى كافّة ميادين الثقافة والسياسة والاقتصاد؛ دون إغفال اختلاف هذه الميادين في الأولويّات أو الوسائل.
     والسلوك المعتدل له نتائجه العمليّة والنظريّة أيضاً. ومن هذه النتائج أنّ الشخص الذي يتّسم بالسلوك المعتدل لا بدّ أن يصبح سلوكه حواريّاً أيضاً.
     وهذا السلوك الحواريّ الذي مارسه الإمام الصدر هو الذي منحه القدرة على الحوار مع الآخر ومواجهته. وما نقصده هو أنّ الآخر تتمّ مواجهته أيضاً بالانفتاح والقبول.
     وهذا السلوك للإمام موسى الصدر أيضاً هو الذي أهّله ليكون وسيطاً في حلّ أهمّ نزاعات المنطقة في العقد السابع من القرن الماضي، ومن بينها نزاع حافظ أسد مع أنور السادات، ونزاع الفلسطينيّين مع السوريّين والمصريّين. ونفس هذا السلوك للإمام الصدر هو الذي جعله موضع ثقة أغلب زعماء المنطقة ومكّنه من إقامة العلاقات المبنيّة على الثقة مع الدول الإسلاميّة.
     والمقالة الحاليّة تسعى لبيان مفهوم الاعتدال والعقلانيّة، إضافةً إلى دراسة سيرة الإمام موسى الصدر العلميّة والعمليّة، من أجل ترسيم ملامح نموذج واقعي للاعتدال والعقلانيّة.
..............
10
المصلحة والعقلانيّة في الاستعانة بالكفّار لجهاد بغاة المسلمين من منظار المذاهب الإسلاميّة
حبيب حاتمي 
مهدي زندي 
خلاصة البحث:
     أدّى ظهور التيّارات المتطرّفة في منطقة الشرق الأوسط وحروب هذه الجماعات مع حكّام الدول العربيّة ـ الإسلاميّة إلى تشكيل محاور سياسيّة عسكريّة في العالم الإسلامي، وهذا الأمر يضع على عاتق الجميع واجباً وتكليفاً شرعيّاً يتمثّل في التصدّي لهذه التيّارات التي خرجت على المسار الإسلامي العامّ وأثارت الحروب وأجّجت النزاعات بين المذاهب المختلفة، ولا تبدي أيّ استعداد منها للمصالحة.
     والتصدّي لهذه التيّارت قد يستدعي أحياناً التعاون مع دولٍ يندرج بعضها في القاموس الإسلامي تحت عنوان (الكفّار).
     وهذه المقالة تحاول ـ  من خلال منهجٍ وصفيّ تحليليّ  ـ إثبات فكرة ضرورة مجابهة هذه الجماعات، وأنّ الاستفادة من إمكانات المشركين والكفّار في التصدّي للخوارج والبغاة يقتضي التعاون والاستعانة بهم، وهو ما أجازه فقه المذاهب الخمسة عند توفّر بعض الشروط ومن أجل المصلحة.
     وعند البحث في مفردات هذه الشروط، يظهر أصلها المشترك الواحد، وهو العقلانيّة في الفقه.
     المفردات الأساسيّة: المصلحة، الشريعة، المذاهب الفقهيّة، التعاون العسكري، العقلانيّة.

..........
11
مفهومَي الاعتدال والوسطيّة في شعر قيصر أمين پور ومحمّد مهدي الجواهري
الدكتور علي رضا الحسيني 
الدكتور أبو الفضل رحمتي 
خلاصة البحث:
     تحفل النتاجات الشعريّة ـ  العربيّة والإيرانيّة  ـ المعاصرة بمفردة الاعتدال بمعنى الحدّ الوسط باعتبارها واحداً من المفاهيم البارزة في الشعر.
     وفي المقال الحالي نسعى إلى اتّباع المنهج التحليلي الوصفي للبحث في هذا المعنى الشعري في أشعار اثنين من الشعراء البارزين في إيران والعراق، وهما قيصر أمين پور والجواهري، محاولين في غضون ذلك الإجابة على التساؤلين التاليين:
     1 ـ ما هي مظاهر الاعتدال في أشعار هذين الشاعرين ؟
     2 ـ مَن هو الشاعر الذي ينعكس هذا المعنى في شعره أكثر من شعر غيره ؟
     3 ـ ما الفرق بين هذين الشاعرين في بيانهما لهذا المعنى الشعري ؟
     وتشير نتائج البحث إلى اعتدال شعر وشخصيّة قيصر أمين پور وسلوكه السياسي، إضافة إلى نعومة لغته الشعريّة وتوازنها، وسلوكه المتعادل حتّى حين اعتراضه، حتّى انعكست هذه الخصال بشكلٍ جميل في كافّة أشعاره.
     هذا في حين نلاحظ أنّ لغة الجواهري تمتاز بقوّتها وغناها، وأشعاره تعكس شخصيّته القويّة والشجاعة، وأنّ أكثر أغراضه هي المسائل الاجتماعيّة والسياسيّة، كما يلمس المطالع ثباته وإصراره على رفع راية الحرّيّة والكفاح في أشعاره.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال، مظاهر الاعتدال، قيصر أمين پور، محمّد مهدي الجواهري.
............
12
فكرة التقريب من أهمّ عوامل الاعتدال والعقلانيّة، مع مقاربة لآراء وسيرة آية اللّه‏ البروجردي رحمه اللّه‏
شهرام رهنما 
خلاصة البحث:
     رغم حثّ الإسلام على فكرة الوحدة والتقريب، ودعوة القرآن للمسلمين إلى (عدم التفرقة)، إلاّ أ نّنا نلاحظ ـ  مع الأسف الشديد  ـ بعد رحلة الرسول الأكرم صلّى اللّه‏ عليه وآله زرع الاختلافات وظهور المذاهب الفقهيّة ممّا أدّى إلى ارتباط اسم الإسلام بالتشتّت والتفرقة.
     ومنذ الأيّام الأُولى لهذه الفترة بدأ التصدّي لمؤامرت الأعداء والتقليل من تأثيرها من خلال سياسة التعامل بين المسلمين التي تبنّاها الإمام عليّ عليه السلام وواصلها أئمّة الشيعة عبر نشرهم للمعارف الإسلاميّة.
     وقد ترك الأُمويّون جروحاً عميقة في جسد العالم الإسلامي بسياستهم التخريبيّة المعادية للتقارب، واستمرّ الحال على هذا المنوال في فترة العبّاسيّين الذين لم يعملوا شيئاً يساعد على التقارب بين فئات المسلمين المختلفة.
     وحمل راية هذه الفكرة في القرون الأخيرة السيّد جمال الدين الأسدآبادي وتلميذه الشيخ محمّد عبده، وواصل طريقهم تلامذتهم الذين تربّوا على أفكارهم سواء في إيران أو مصر والعراق وسائر بلاد العالم الإسلامي الذين عملوا تحت شعار حركة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة.
     وفي هذا السياق يطرح السؤال عن أسباب عن عدم التوفيق الذي لاقته مسألة التقريب في القرون الأخيرة، خصوصاً في الفترة منذ عصر الدولة الصفويّة وحتّى يومنا الحاضر، والذي يمكن الإجابة عليه بالقول إنّ من جملة أسباب ذلك هو افتعال نزعة العداء لإيران وللشيعة في أوساط الرأي العامّ في المجتمع العثماني، الأمر الذي ساهمت في خلقه الفتاوى والرسائل والخطب التكفيريّة وتبليغات السوء التي قام بها العلماء العثمانيّين.
     وفي غضون ذلك شهد القرن الماضي ظهور آية اللّه‏ البروجردي أحد المراجع العظام في عالم التشيّع الذي أكّد طوال حياته على مسألة وحدة المسلمين والتقريب بين المذاهب الإسلاميّة.
     وفي هذا المقال نتطرّق ـ  ضمن دراستنا لفكر وسيرة آية اللّه‏ البروجردي في مجال التقريب بين المذاهب الإسلاميّة  ـ إلى بعض الدوافع التي كان لها دورها في التأكيد على ضرورة التقريب، وهي: ملاحظة الأوضاع المؤسفة للمسلمين، وسيطرة الكفّار على الأُمّة الإسلاميّة، وانتشار أفكار العداء وسوء الظنّ في صفوف المسلمين.
     وضمن دراستنا للمخاطر ونقاظ الضعف التي اعترت المساعي المبذولة سابقاً نحاول في هذا المقال تقديم المقترحات عن سبل التقريب في العالم الإسلامي.
     وقد كان لسعة معلومات هذا المرجع المجدّد عن المصادر الحديثيّة والفقهيّة والرجاليّة وتاريخ أهل السنّة إلى جانب خبرته العميقة في المصادر الشيعيّة أثرها في أن تضعه في الموقع الذي مكّنه من هضم التشابهات والاختلافات بين المذاهب المختلفة وتقديم فكرة التقريب بين المذاهب كلّما وجد مجالاً لذلك لا تتعارض فيه مع أُصول ومباني تلك المذاهب، كما نلاحظ ذلك في دعمه اللامحدود لدار التقريب في مصر الذي يؤشّر مدى اهتمامه بوحدة المسلمين وانسجامهم.
     المفردات الأساسيّة: التقريب، الأُمّة الإسلاميّة، آية اللّه‏ البروجردي، المذاهب الإسلاميّة.
...............
13
بحث في الاعتدال من منظار الإسلام والمفكّرين الإسلاميّين
مهدي عبدي 
    من المسائل التي تطرح هذه الأيّام بقوّة وتحظى باهتمام واسع هي مسألة الاعتدال، التي نحاول في هذه المقالة مناقشة جوانبها المختلفة من الزاوية الإسلاميّة.
     والسؤال المحوري الذي يمكن طرحه ومحاولة الإجابة عليه في هذا التحقيق هو السؤال عن موقف الإسلام والمفكّرين المسلمين من الاعتدال والعقلانيّة. وبعبارة أُخرى ما هي التحدّيات التي يطرحها ظهور التطرّف هذه الأيّام أمام العالم الإسلامي ؟
     في هذا المقال سعينا إلى الإجابة على السؤال المذكور، مستفيدين من أُسلوب تحليل المعطيات وبمنهجٍ كيفيّ قائم على تجميع المعلومات من مصادر المكتبات المهمّة.
     والهدف من كتابة هذه المقالة هو تقديم الفكر الصحيح عن الاعتدال ودفع الشبهات التي تثيرها كلّ الأفكار الخاطئة المطروحة في الساحة الإسلاميّة.
     وتشير نتائج هذا التحقيق إلى أنّ الاعتدال يحظى بخلفيّة تاريخيّة متينة في التفكير الإسلامي، إذ تحدّث أهمّ المفكّرين المسلمين ـ  كالغزالي وابن سينا وغيرهما  ـ عن الوسطيّة والابتعاد عن التطرّف، وألّفوا الكتب القيّمة حول الموضوع ككتاب (الاقتصاد في الاعتقاد).
     ومن أجل الإجابة على التساؤل المطروح وإثبات الادّعاء المذكور تمّ تقسيم مباحث هذه المقالة إلى ثلاثة أقسام، هي: الكلّيّات ومعنى الاعتدال، الاعتدال في الرؤية الإسلاميّة، وبيان آراء المفكّرين المسلمين المستقاة من المصادر الروائيّة، إضافة إلى بيان نتيجة البحث في آخر المقالة.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال، العقلانيّة، النصوص الإسلاميّة، المفكّرون المسلمون.
...............
14
الفارابي في الحاضنة العقلانيّة العربيّة أم الإيرانيّة ؟ قراءة نقديّة لرأيَي السيّد جواد الطباطبائي ومحمّد عابد الجابري
محمّد عثماني 
خلاصة البحث:
     إنّ العقلانيّة هي تجلّي الفكر في حاضنة إحدى الحضارات.
     والفارابي باعتباره أوّل الفلاسفة المسلمين حلّل فلسفة الدين في حاضنة العقل. ومن هنا وجب القول بأنّ المزج بين العقل والدين ـ  أو تعقّل الأمر الديني  ـ هو من إبداعات الفارابي في ميدان الفكر.
     وفي هذا المجال هناك رأيان مختلفان لاثنين من المفكّرين المعاصرين ـ  هما السيّد جواد الطباطبائي ومحمّد عابد الجابري  ـ عن عقلانيّة الفارابي عند قراءتهما لفلسفته.
     ففي حين يرى الطباطبائي أنّ الفارابي هو ثمرة العقلانيّة الإيرانيّة والتجسيد للفكر الإيراني التمدّني، في حين يرى محمّد عابد الجابري أ نّه من تجلّيات العقلانيّة العربيّة مستدلاًّ على ذلك بالحاضنة اللغويّة التي قدّم الفارابي أفكاره بها.
     وهنا، نحاول في هذه المقالة القيام بقراءة نقديّة لكلا هذين الرأيين من أجل الإجابة على السؤال التالي: انطلاقاً من أُصول الفكر الفلسفي، هل كان تفكير الفارابي في حاضنة العقلانيّة العربيّة أم العقلانيّة الإيرانيّة ؟
     وكانت الإجابة على هذا السؤال هي الفرضيّة المختارة القائلة إنّ الفارابي هو الوارث للفكر الإيراني في محيطه الذي يحيا فيه، وقد مزج هذا المسلك مع العقلانيّة العربيّة المؤلّفة لآفاق معانيه.
     ومن يقرأ فلسفة الفارابي يلاحظ بوضوح الأُصول الفكريّة الإيرانيّة والعربيّة معاً. فالعقل العربي قد رسم بروافده الدينيّة أُفق معاني هذه الفلسفة، والعقل الإيراني هو ميراث المحيط الذي يعيش فيه، ومن هنا قام الفارابي من خلال عمليّة مزج هذين المذاقين الإيراني والعربي بتوليف عقلانيّة جديدة.
     وبهذا الفهم لا يجوز قراءة الفارابي من خلال العقلانيّة الإيرانيّة أو العقلانيّة العربيّة.
     وفي هذا المقال الذي يتضمّن نقداً لأفكار هذين المفكّرين ـ  الطباطبائي والجابري  ـ سعينا لإثبات هذه الفرضيّة من خلال مسلك التأويل الانتقادي الفلسفي.
...............
15
حسن البنّا ومباني الاعتدال المعرفي
إبراهيم عزيزي 
خلاصة البحث:
     أسّس حسن البّنا حركة الإخوان المسلمين السلفيّة في مصر سنة 1347 هـ  ، وكانت تنتهج آنذاك فكراً معتدلاً، وانتشرت انتشاراً واسعاً حتّى صار لها اليوم أكثر من 70 فرعاً في مختلف بلدان العالم.
     وكانت مباني حسن البنّا في المعرفة مبانٍ واقعيّة، بمعنى أنّ أدوات المعرفة لديه ـ  بخلاف ما لدى سائر فِرَق العامّة  ـ ليست محصورة بالنقل، بل إنّ العقل هو أساس المعرفة وملاك التكليف، إضافةً إلى اعترافه باعتبار التجربة والكشف والشهود أيضاً.
     وهذا المقال يستخرج مباني المعرفة لدى حسن البنّا من كلماته وآثاره، ويبحث في مفردات نهجه المعتدل.
     المفردات الأساسيّة: مباني المعرفة، معرفة إخوان المسلمين، المباني الاعتداليّة، معرفة حسن البنّا، المباني الاعتداليّة للإخوان المسلمين، الاعتدال.
...............
16
الاعتدال والعقلانيّة في سيرة الإمام موسى الصدر العلميّة والعمليّة
مهدي فرخيان 
خلاصة البحث:
     تشتقّ كلمة (الاعتدال) كما يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته من (العَدل) أو (العِدل). والعَدل يستعمل في ما يُدرك بالبصيرة، بينما العِدل في ما يدرك بالحواسّ الإنسانيّة، وكلاهما بمعنى المساواة والوسطيّة، أمّا الإفراط والتفريط فكلاهما في مقابل الاعتدال، وهما من الأُمور المذمومة.
     كما فسّر الراغب (العقل) بأ نّه القوّة المستعدّة لتقبّل العلم. وعلى هذا المعنى يكون العقل هو أداة استلام العلم. وإذا اكتفينا بهذا المقدار القليل عن معنى العقل ولم ندخل في المعاني الاصطلاحيّة والمفصّلة له؛ أمكننا اعتبار العقلانيّة واحداً من عناصر الاعتدال، أو نتيجةً من نتائجه.
     وتظهر آثار الاعتدال وتبرز في ساحتَي العمل والنظر. ففي ساحة النظر هناك ـ  على الأقلّ  ـ عنصران يُدخِلان الإنسان في دائرة الاعتدال: 1 ـ ابتعاده عن التعنّت. 2 ـ انفتاحه. أمّا في ساحة العمل فكذلك يمكن الحديث عن مكوّنين ـ  على الأقلّ أيضاً  ـ يتألّف الاعتدال منهما: 1 ـ الواقعيّة. 2 ـ النظرة الشموليّة.
     يقول الإمام موسى الصدر: «إنّ الاعتدال ينتج من إدراك حالة الآخرين، ويؤدّي بالإنسان إلى أن يشعر أنّ آلام الآخرين هي آلامه». وهذه العبارة قصيرة في كلماتها، لكنّها ترسم مخطّطاً لاثنين من عناصر الاعتدال وإحدى النتائج للسلوك المعتدل، والعنصران هما:
     1 ـ إنّ الاعتدال مفهومٌ متضايف.
     2 ـ إنّ الاعتدال لا يمكن تحقّقه إلاّ بالنظرة الواقعيّة.
     أمّا النتيجة فهي اقترابنا من الآخر، واتّحاد آفاقنا مع الآخرين.
     إنّ سيرة الإمام موسى الصدر تستحقّ الدرس والبحث والنقد، سواء في جانبها النظري أو في جانبها العملي.
     ففي الجانب النظري امتاز بابتعاده عن التعنّت، وبتقبّله للأفكار المعاصرة. وبعبارةٍ أُخرى: إنّه لم يكن يرى كلّ ما يعتقده صادقاً، وكان على يقين أنّ الآخرين أيضاً لهم معتقدات صادقة.
     أمّا في الجانب العملي، فقد كان مدركاً للواقع المحيط به إدراكاً جيّداً، وكان يسعى لاتّخاذ أفضل القرارات واعياً لعواقب ما يتّخذه منها. وهذا الأُسلوب في مواجهته للأُمور الاجتماعيّة السياسيّة في بلد معقّد مثل لبنان كان له الفضل أحياناً في تبديل الأخطار إلى فرصٍ نحو الأحسن.
     ومن صفات الإمام الصدر الأُخرى صفة الشموليّة. فقد كان مدركاً أنّ الارتقاء بمستوى الشيعة يحتاج منه أن يلتفت إلى كافّة ميادين الثقافة والسياسة والاقتصاد؛ دون إغفال اختلاف هذه الميادين في الأولويّات أو الوسائل.
     والسلوك المعتدل له نتائجه العمليّة والنظريّة أيضاً. ومن هذه النتائج أنّ الشخص الذي يتّسم بالسلوك المعتدل لا بدّ أن يصبح سلوكه حواريّاً أيضاً.
     وهذا السلوك الحواريّ الذي مارسه الإمام الصدر هو الذي منحه القدرة على الحوار مع الآخر ومواجهته. وما نقصده هو أنّ الآخر تتمّ مواجهته أيضاً بالانفتاح والقبول.
     وهذا السلوك للإمام موسى الصدر أيضاً هو الذي أهّله ليكون وسيطاً في حلّ أهمّ نزاعات المنطقة في العقد السابع من القرن الماضي، ومن بينها نزاع حافظ أسد مع أنور السادات، ونزاع الفلسطينيّين مع السوريّين والمصريّين. ونفس هذا السلوك للإمام الصدر هو الذي جعله موضع ثقة أغلب زعماء المنطقة ومكّنه من إقامة العلاقات المبنيّة على الثقة مع الدول الإسلاميّة.
     والمقالة الحاليّة تسعى لبيان مفهوم الاعتدال والعقلانيّة، إضافةً إلى دراسة سيرة الإمام موسى الصدر العلميّة والعمليّة، من أجل ترسيم ملامح نموذج واقعي للاعتدال والعقلانيّة.
...............
17
قراءة المفكّرين العرب للعقلانيّة الإيرانيّة ـ الإسلاميّة، مع التركيز على آراء محمّد عابد الجابري
رضا نصيري حامد 
خلاصة البحث:
     تتّصف الثقافتان الإيرانيّة والعربيّة بعناصر مشتركة تندرج ضمن الثقافة والدين الإسلامي، أبرزها وأهمّها هي العقلانيّة الكامنة في مفرداتها.
     وتنطلق التيّارات العقليّة المعاصرة التي تسعى إلى نقد التراث والسنن الإسلاميّة من منطلق تشخيص العوامل المهدّدة للعقلانيّة، معتقدةً أنّ السبيل الوحيد لتنشيط وإعادة الحياة إلى هذه السنّة الإسلاميّة لا يمكن تحقيقه إلاّ بنقد هذه الخلفيّات التاريخيّة.
     ورغم الأساس المشترك الحاكم على عموم هذه العقلانيّة، إلاّ أنّ بعض المفكّرين من غير الإيرانيّين ـ  ومن بينهم العرب، وخصوصاً في الفترات الأخيرة  ـ اتّجهوا إلى نقد العقلانيّة الإيرانيّة ومفكّريها بحجّة أنّ وجود عناصر من قبيل تركيبها مع الأُمور الإيديولوجيّة وتأثير العوامل السياسيّة والاجتماعيّة كان من العوامل المهمّة في انحراف هذه العقلانيّة عن مسيرها الأصليّ.
     ومن هؤلاء المفكّرين العقليّين في العصر الأخير هو محمّد عابد الجابري، الذي رغم اقتصار مشروعه الفكريّ على إطار العقل العربي، إلاّ أ نّه ينقد بصورةٍ خاصّة نقداً جذريّاً بعض المفكّرين من الساحة الإيرانيّة كالفارابي وابن سينا ـ  على الخصوص  ـ من جهة تأثّر عقلانيّتهم بعوامل أُخرى من مجالات أُخرى.
     والذي يغلب على الظنّ أ نّه يمكن إدراج رأي الجابري ضمن تلك الآراء التي تؤكّد على التمييز والاختلاف الجذري بين عقلانيّة شرق الحضارة الإسلاميّة ـ  وخصوصاً إيران  ـ وبين تلك التي تنتسب إلى غربها، وترى النموذج المطلوب من قبلها موجوداً في غرب الحضارة الإسلاميّة ولدى أشخاص كابن رشد.
     وكان الجابري قد تربّى في سنّة الاعتزال الجديدة في العالم الإسلامي، ومن هنا يأتي سعيه الدائب لإعادة العقلانيّة النقيّة إليها. ولا شكّ أنّ نقد الجابري لعقلانيّة الساحة الإيرانيّة ورموز مفكّريها يؤشّر ماهيّة متفاوتة من العقلانيّة إذا ما قارنّاها مع القسم الآخر المهمّ من العالم الإسلامي، وهو نقد نرى شدّة ثوريّته وتطرّفه.
     وهذا المقال يناقش من خلال مراجعة هذه النقود إمكانيّة الحوار ـ  أو عدم إمكانيّته  ـ بين هاتين الساحتين العربيّة والإيرانيّة من ساحات الحضارة الإسلاميّة من زاوية آراء محمّد عابد الجابري.
     المفردات الأساسيّة: العقلانيّة، محمّد عابد الجابري، الاعتزال الجديد، الفارابي، ابن سينا، الإيديولوجيا.
.................
18
دور علماء الفريقين ومفكّريهم في التغلّب على مشكلة العنف والتكفير بمنهج الاعتدال والعقلانيّة
ثريّا رحيمي 
حبيب حاتمي كن كبود 
خلاصة البحث:
     إنّ الآثار المرعبة للتطرّف وأعمال العنف والجرائم المتزايدة للجماعات التكفيريّة وابتعادها عن العقل والاعتدال تقضي بضرورة المجابهة السريعة والحازمة لهذه الظاهرة المشؤومة، مع العمل على اجتثاث جذور هذا الخطر الذي تزداد أبعاد جرائمه وجناياته ويتّسع نطاق تهديداته يوماً بعد يوم.
     ومع الإقرار بما يقع على عاتق كلّ فرد من أفراد المجتمع من السعي بكلّ ما في وسعه وقدرته لكبح جماح هذا الخطر، إلاّ أنّ دور ومهمّة علماء الدين في هذا المجال هو الدور الأهم والأكثر حسماً باعتبارهم مفكّرين لهم تأثيرهم على سائر طبقات الشعب.
     والتحقيق الحالي الذي يقوم على أساس المنهج التحليلي الوصفي يتناول بالبحث والتحليل تحدّي التطرّف والعنف والتكفير الذي يشهده عصرنا الحاضر.
     ومن نتائج هذا التحقيق أنّ أسباب لجوء الأفراد إلى العنف والتطرّف هي الدوافع الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة والأزمات الروحيّة والشخصيّة، والخواء الفكري، والأفكار الخاطئة التي يتمّ تلقينها إلى هؤلاء الأفراد باسم الدين الإسلامي.
     وعند التطرّق إلى مساعي الأعداء الرامية إلى زرع رهاب الإسلام ورسم صورة مشوّهة عن المسلمين في أذهان الناس يتوصّل الباحث إلى تثبيت بعض واجبات علماء الدين في هذا المجال مشيراً إلى بعضها بقوله إنّ عليهم أن يبيّنوا موقف الإسلام تجاه تكفير الآخرين والتجاوز على حقوقهم، وبيان حقيقة الإسلام والتسامح والرحمة الإسلاميّة، وترسيخ تعاليم الدين في أذهان أفراد المجتمع، وإصلاح مناهج التعليم والتربية الإسلاميّة بما يلائم مقتضيات العصر، وتربية الطلبة الواعين؛ وذلك للوقوف بوجه هذه المخاطر والأزمات.
     وفي الختام يتوصّل البحث إلى أنّ السبيل الوحيد للابتعاد عن التطرّف هو شرح وبيان حقيقة الدين الإسلامي المبين والأحكام المعتدلة لهذا الدين شرحاً يجعلها تحتلّ مكاناً ثابتاً في عقيدة المسلم بحيث لا تستطيع مؤامرات أعداء الدين ولا دسائس الجهلة والمغرضين أن تحرفه عن هذا السبيل، الأمر الذي لا يمكن تحقّقه إلاّ من خلال محاربة أي شكلٍ من أشكال الغلوّ والتطرّف في الدين، والحيلولة دون نشر مثل هذه الأفكار في المجتمع.
     المفردات الأساسيّة: علماء الدين، المفكّرون المسلمون، الشيعة، أهل السنّة، العنف، التكفير، الاعتدال والعقلانيّة.

..............
دوّم: اعتدال و عقلانیّت در آموزه های دینی
1
وحدة المسلمين من زاوية الأُصول والقواعد الفقهيّة
روح اللّه‏ شريعتي 
خلاصة البحث:
     اتّفق الفقهاء على أنّ المسلمين يدٌ واحدة في وجه الشرك والكفر. وقد تجذّرت وحدة المسلمين في الفقه الإسلامي إلى الحدّ الذي قامت الكثير من الأُصول والقواعد الفقهيّة على أساسها.
     ومن هذا المنطلق، فهم إضافةً إلى ما حكموا به من الجزئيّات في ميادين الفقه المختلفة، وضعوا أُصولاً وقواعد عالجوا بها السياسة الداخليّة والخارجيّة للنظام الإسلامي بما ينسجم مع هذه الاستراتيجيّة أيضاً.
     وبعبارةٍ أُخرى يمكن القول إنّ الفقهاء ينظرون إلى المسلمين على أ نّهم أفراد منظومةٍ واحدة، ومَن يقف على الجانب الآخر من تلك المنظومة هم الكفّار والمشركون.
     وكان من نتيجة ذلك أنّ الكثير من الأحكام الخاصّة بالسياسة الخارجيّة مصمّمة انطلاقاً من النظرة إلى المسلمين على أ نّهم كتلة واحدة مع غضّ النظر عن أيّ مذهبٍ ينتمون إليه، أو مع مراعاة مقتضياته عند الإجابة على المسائل والقضايا المطروحة.
     وما أشرنا إليه يدلّ على التزام الفقهاء بالعقلانيّة والاعتدال في تعاملهم مع باقي المسلمين، أو مع السلطات الحاكمة المنتمية إلى بقيّة المسلمين.
     إنّ نظرة الفقه إلى المسلمين المنتمين إلى المذاهب الأُخرى لم تكن في أيّ حالٍ من الأحوال من زاوية اعتبارهم أجانب، وما مسائل دار الإسلام ودار الكفر، وذبيحة المسلمين، وسوق المسلمين، وأمثالها من القواعد كقاعدة نفي السبيل، وتأليف القلوب، وغيرها إلاّ دليلاً على هذا المطلب.
     وهذه المقالة مخصّصة للبحث في هذا الموضوع استناداً إلى القواعد والأُصول الفقهيّة المشتركة.
...........
2
نظريّة الاعتدال السياسي في القرآن الكريم
عبد اللّه‏ نظر زادة
خلاصة البحث:
     تستعمل كلمة الاعتدال للتعبير عن حالة الوسطيّة، وتطلق على الحالة التي تنأى عن حَدَّي الإفراط أو التفريط.
     وقد ورد اصطلاح الاعتدال في التعابير القرآنيّة بمعنى الوسطيّة والاقتصاد، حيث قال اللّه‏ تعالى عند وصف الأُمّة الإسلاميّة: «  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ اُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً  » .
    ويقوم نظام خلق الكون على أساس الاعتدال، حيث تكمن حكمة تشكيل المجرّات ونشأة المنظومات الفلكيّة في إيجاد التعادل بين القوى المتقابلة المختلفة والمتعاكسة، وهكذا يقوم تعاقب الليل والنهار باعتبارهما من النعم الإلهيّة على هذا الأساس أيضاً.
     ويمكن للباحث في القرآن الكريم أن يثبت محوريّة الاعتدال باعتباره أساساً للخلق في الأُمور التكوينيّة، مثلما هو كذلك في الأُمور التشريعيّة، وفي الاجتماعيّة والسياسيّة أيضاً.
     وإذا أمكن إثبات ذلك، فالنتيجة العقلائيّة له هي وجوب الإقرار بأنّ شرط بقاء المجتمعات البشريّة ودوامها، وتألّق الحضارات والدول وازدهارها في الميادين المختلفة هو التمسّك بمبدأ (الاعتدال) واتّخاذه محوراً للحركة الإنسانيّة.
     إنّ الهدف النهائي لنظريّة الاعتدال السياسي هو تمكين الإنسان من إقامة أفضل الأنظمة وتشريع أكثر القوانين انسجاماً مع الوجود والفطرة البشريّة، وتطبيقها في المجتمعات البشريّة.
     ويمكن تلمّس معالم هذه النظريّة وأبعادها المختلفة في القرآن الكريم، وهو ما تسعى إليه هذه المقالة المكرّسة للبحث في نظريّة الاعتدال السياسي في القرآن الكريم، وذلك من خلال تأشير مباني ومبادئ وأُصول وقواعد ومسائل هذه النظريّة في آيات القرآن الكريم.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال، النظريّة السياسيّة، الاعتدال التكويني، الاعتدال التشريعي، الاعتدال الاجتماعي والسياسي.
...............
3
المباني الفقهيّة واستراتيجيّة وحدة العالم الإسلامي
روح اللّه‏ شريعتي 
خلاصة البحث:
     يمكن القول من خلال النظر في المصادر الفقهيّة ـ  من آياتٍ وروايات  ـ أنّ مسألة وحدة المسلمين هي مسألة استراتيجيّة وسياسة دائميّة وبعيدة المدى، وليست تكتيكاً موقّتاً تفرضه المصلحة الآنيّة.
     فالوحدة وفقاً لما يُفهم من القواعد الفقهيّة تندرج ضمن الأحكام الأوّليّة، بل بمثابة المبنى لبعض الأحكام إلى حدٍّ ما، وليست حكماً ثانويّاً موقّتاً تابعاً للمصالح الزمانيّة أو المكانيّة أو سواها من المصالح.
     ولا شكّ أنّ الوحدة المقصودة يمكن أن تتجلّى في الميادين المختلفة السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والأمنيّة وغيرها من الميادين.
     وما نتناوله في هذا المقال هو الوحدة في الميادين السياسيّة والدوليّة (فقه العلاقات الدوليّة) انطلاقاً من أرضيّة المشتركات الفقهيّة بين المسلمين، وهي الوحدة التي يكون من ثمارها تحقّق الانسجام بين السلطات والشعوب، ومن ثمّ بين علماء كافّة المذاهب الإسلاميّة.
     ومن البديهيّ أنّ مراعاة العقل الجمعي والابتعاد عن التطرّف والتمسّك بالاعتدال في الاستراتيجيّات والسياسات ـ  بل وحتّى في التصرّفات الجزئيّة  ـ يقرّبنا من تحقيق هدف جميع المسلمين المتمثّل برفعة الدين وعزّته: «  وَكَلِمَةُ اللّه‏ِ هِيَ العُلْيَا  » ، وقبول الآخرين له والتقليل من معاداة الإسلام على الساحة العالميّة.

..............
4
نواب

.........
5
المكوّنات القرآنيّة لمقولة التشيّع الاعتدالي
آية اللّه‏ الدكتور أحمد بهشتي 
علي أكبر حسيني سده 
خلاصة البحث:
     يمثّل الاعتدال والوسطيّة واحداً من أهمّ تعاليم الفكر الإمامي التي تمتدّ جذورها إلى القرآن والسنّة النبويّة وسيرة أهل البيت عليهم السلام.
     والانتباه إلى التطوّر التاريخي لهذه المقولة ومراجعة مراحل تطوّرها من المعلومة النظريّة إلى المقولة الخطابيّة خير مؤشّر على عمق ومدى نفوذها في المجامع الفكريّة الإماميّة.
     ولا يمكن إدراك السبب في النفوذ العميق والواسع لهذه المقولة إلاّ عندما نعرف مباني هذه المقولة وأُسسها ومكوّناتها.
     وفي هذا العصر يمكن لخطاب التشيّع الاعتدالي ـ  الذي نشهد اليوم اكتساحه للساحة الإسلاميّة كشعار غالب مقتدر  ـ أن يكون مشعل هداية يقودنا نحو تدعيم الوحدة والتضامن والتقارب بين الشعوب الإسلاميّة والمذاهب الإسلاميّة، حيث إنّ نوعيّة وكيفيّة موقفنا من المعتقدات المذهبيّة لسائر المذاهب الإسلاميّة وهمومها الدينيّة لها الدور الأساسي في مسيرة الحوار والتعامل الداخلي البنّاء.
     ويمكن لمقولة التشيّع الاعتدالي أن تلعب دورها كأفضل وسيلة لتحقّق هذه الوحدة والانسجام، وذلك بسبب قراءتها المختلفة للتشيّع وكيفيّة مواجهته لعقائد سائر المذاهب ومخاوفها.
     ومن هنا، ولأهميّة استقراء ومراجعة الجذور والمكوّنات القرآنيّة لهذه المقولة، يأتي هذا المقال للبحث في هذه المكوّنات.
     ولا شكّ أنّ تأشير الشواهد والأدلّة القرآنيّة لهذه المقولة إنّما يؤشّر حقيقة وجود المباني المشتركة بين المذاهب الإسلاميّة، وخطوة على طريق الوصول إلى لغةٍ مشتركة وفهم متبادل يهدف إلى تقديم صورة عن الإنسان الكامل وبناء المجتمع المثالي القائم على التعاليم القرآنيّة.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال والوسطيّة، مبدأ الاعتدال، العناصر القرآنيّة، الفكر الإمامي، مقولة التشيّع الاعتدالي.

............
6
الاعتدال والعقلانيّة في التعاليم الدينيّة
الدكتور سيف علي زاهدي فر 
الدكتورة آمنة موسوي شجري 
خلاصة البحث:
     الاعتدال والعقلانيّة هما ركنان أساسيّان من أركان بناء المجتمع المثالي، وقد أكّد الدين الإسلامي في تعاليمه على كلا هذين الركنين.
     والقرآن الكريم صريح فى أنّ الأُمّة الإسلاميّة إذا شاءت أن تصبح نموذجاً يحتذى به من قبل أُمم العالم فليس أمامها من طريق لذلك سوى أن تبتعد عن الإفراط والتفريط وتبني مجتمعاً متوازناً، أو كما يعبّر القرآن الكريم: «  اُمَّةً وَسَطاً  » ، ولم يكتفِ اللّه‏ تعالى بتوجيه خطابه إلى الناس، بل دعا في بعض آيات قرآنه الكريم نبيّه الأكرم صلّى اللّه‏ عليه وآله إلى الاعتدال أيضاً.
     ودعوة القرآن إلى الاعتدال تشمل في الحقيقة كلّ مظاهر الحياة المختلفة، إلاّ أ نّها تتأكّد في أُمور مخصوصة كالدعاء والصلاة والكلام والمشي والإنفاق.
     أمّا العقل والعقلانيّة فإنّ مفهومهما الديني والقرآني يختلف عمّا يقصد بهما اليوم في الفلسفة وعلم الاجتماع. ففي الفكر الديني ترتبط العقلانيّة مع العبوديّة برابطة لا يمكن فصمها، ولذا يصف القرآن مَن يرغب عن ملّة إبراهيم عليه السلام ويتركها بالسفاهة.
     وعلى أيّ حال، فإنّ القرآن الكريم يمدح التعقّل معتبراً إيّاه واحداً من الغايات الحكيمة لنزول القرآن، ويحصر فهم الكثير من مطالبه بأهل التعقّل خاصّة، وإن كان هذا الحصر والتخصيص جاء بألفاظ مختلفة كأهل الذكر والفكر والتدبّر وأُولو الألباب والمتوسّمين، والتي يختصّ كلّ واحدٍ منها ببيان مرحلةٍ من مراحل التعقّل.
     وفي حين يفهم من مصطلح العقلانيّة المعاصر أنّ العقل هو أساس ومعيار كل شيء، وأنّ الوحي لا يصلح للقيام بهذا الدور، نرى في الثقافة الإسلاميّة أنّ الإمام عليّ عليه السلام يقول: «ويثيروا لهم دفائن العقول» بمعنى أنّ من وظائف الأنبياء هو تحفيز وإيقاظ أعماق العقل البشري؛ ومنها نعلم أنّ الإنسان لا يستطيع أن يصل من سطح العقل إلى أعماقه إلاّ بإرشاد الوحي.
     والمقال الحالي يهدف إلى بيان مفهوم الاعتدال والعقلانيّة بمعناه الجامع المراد في التعاليم الدينيّة، وذلك باتّباع المنهج الوصفي التحليلي ومن خلال الرجوع إلى النصوص الإسلاميّة الأصيلة.
     المفردات الأساسيّة: القرآن الكريم، الاعتدال، العقلانيّة، دين الإسلام.
.............
7
الجمود والعقلانيّة في التعاليم الإسلاميّة
محمّد حسين سيفي 
خلاصة البحث:
     يمثّل التطرّف والابتعاد عن النهج العقلاني سمّاً مهلكاً يهدّد الأُمّة الإسلاميّة بالضعف والاضمحلال.
     ومع إقرارنا بتأثير العديد من العوامل السياسيّة والاستعماريّة والتعصّب القومي والعشائري والإقليمي وأمثال ذلك في ابتعاد المجتمع عن العقلانيّة والاعتدال، إلاّ أنّ أحد العوامل المهمّة في ضمور العقلانيّة والاعتدال في المجتمع الإسلامي هو مسلك الافتراض المسبق بالملازمة بين الأنا والحقّ المطلق في قبال ملازمة الآخر للباطل المطلق، حتّى وإن كان التفاوت بين الأنا والآخر في أدنى درجاته.
     ومن نتائج هذا الافتراض المسبق أن يرى صاحبه أيّ سؤالٍ أو رأي مختلف يأتي من الآخر شبهةً تستلزم منه ـ  منذ الوهلة الأُولى  ـ أن يتّخذ وضعاً دفاعيّاً ويبادر إلى الردّ والإجابة عليه بما يرفع تلك الشبهة.
     في حين نرى تعاليم الإسلام تبشّر مَن يسمع مختلف الأقوال وينتخب أحسنها، وتوصي باتّباع الدليل، وتدعو إلى الانتباه إلى (ما قال) لا (مَن قال).
     وهذه المقالة تتبع المنهج الوصفي التحليلي في تناولها لهذه المعضلة وانعكاساتها على المجتمع الإسلامي، كما تقترح طرقاً للتغلّب عليها.
     ومن هذه الطرق التي يقترحها كاتب المقال ويعتقد كفاءتها في توجيه المجتمع الإسلامي نحو العقلانيّة والاعتدال هو العمل في صفوف ذلك المجتمع وبين المفكّرين الإسلاميّين على إحياء مسلك استماع الكلام المخالف باعتباره كلاماً يمكن أن يكون هو الكلام الحقّ بدلاً من الحكم المسبق ببطلانه المسلّم وضرورة الردّ عليه.
     المفردات الأساسيّة: الشبهة، التعنّت، العقلانيّة، الاعتدال، التطرّف.
...............

8
تأمّلات في ضرورة وحدة الأُمّة الإسلاميّة حول محور القرآن
السيّد محمود طيّب حسيني 
خلاصة البحث:
     من أبرز المسائل الكلاميّة التي غالباً ما أثارت الخلاف بين الشيعة الإماميّة وباقي المذاهب من أهل السنّة هي مسألة خلافة النبيّ صلّى اللّه‏ عليه وآله. وترى الإماميّة أنّ خليفة النبيّ بعد وفاته صلّى اللّه‏ عليه وآله هو الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بينما يرى أهل السنّة أ نّه رابع خلفاء النبيّ.
     وقد كان لهذا الاختلاف الممتدّ على مدى القرون الأربعة عشر من تاريخ الإسلام آثار وتبعات مذهبيّة وسياسيّة اجتماعيّة كانت تتطوّر أحياناً إلى حروب عنيفة سُفك فيها الغزير من الدماء.
     وما نعتقده أنّ السبب الأصلي لكلّ هذا الاختلاف والحروب وآثارها وتبعاتها السياسيّة الاجتماعيّة هو الابتعاد عن تعاليم القرآن المجيد والسنّة الواقعيّة المعتدلة للنبيّ وأمير المؤمنين عليّ عليهما السلام باعتبارهما النموذجين الذين يجمع المسلمون على القبول بهما.
     والمقالة الحاليّة تستند إلى مراجعةٍ للقرآن المجيد ـ  وخصوصاً سورة طه  ـ الذي مع عدم إنكاره وجود الاختلاف في هذا الموضوع إلاّ أ نّه يؤكّد على ضرورة رعاية الوحدة والمحافظة على التلاحم في صفوف الأُمّة الإسلاميّة.
     وتشير تعاليم القرآن المجيد وسنّة رسوله صلّى اللّه‏ عليه وآله والسيرة العمليّة للإمام عليّ عليه السلام إلى تأكيدها على أنّ وحدة المجتمع الإسلامي والمسلمين في مقابل أعداء الإسلام لها الأولويّة على الخلافة الرسميّة والحكومة الظاهريّة للمجتمع الإسلامي.
     فاستناداً إلى التعاليم القرآنيّة في سورة طه وما يتبعها من وصايا رسول اللّه‏ صلّى اللّه‏ عليه وآله والسيرة العمليّة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام يكون الواجب على جميع المسلمين والمؤمنين بالقرآن المجيد أن يضعوا جانباً خلافاتهم المذهبيّة التي تقود إلى تفرقة صفوف الأُمّة الإسلاميّة الواحدة وتؤدّي بهم إلى الدخول في حروب داخليّة وإضعاف أُمّة المسلمين وتسلّط الأعداء عليهم، وأن يبذلوا كلّ ما في وسعهم لتحقيق الوحدة بين المسلمين.
     أمّا وسائل تحقيق هذه الوحدة كما تشير إليها آيات سورة طه، فهي:
     1 ـ من خلال النظر في ظروف المجتمع الإسلامي وحقيقة الذات الإنسانيّة لا يسع الإنسان أن ينكر واقعيّة أصل وجود الاختلاف المذهبي، وهذا يعني السماح لأتباع كلّ مذهبٍ إسلاميّ أن يثبتوا صحّة وحقّانيّة مذهبهم.
     2 ـ إنّ الاختلافات المذهبيّة يجب أن لا تكون سبباً في تهديد وحدة الأُمّة الإسلاميّة. وهذا يعني أ نّه متى ما أدّى الخلاف المذهبي إلى انشقاق صفوف الأُمّة وصار سبباً في ضياع أموال المسلمين وإزهاق أرواحهم وهيّأ الأرضيّة لتسلّط الأعداء عليهم، فحينئذٍ يجب عليهم الكفّ عن هذا الخلاف وتركه جانباً.
     3 ـ يجب على أتباع القرآن وأهل البيت أن يكفّوا عن سبّ وإهانة أتباع سائر المذاهب الإسلاميّة، لما في ذلك من تهيئة أجواء الحروب الداخليّة وسفك دماء الأبرياء.
     4 ـ إذا عاندت أيّ فرقةٍ من فِرَق المسلمين وأبَت عن الاستجابة للجهود المبذولة من أجل توحيد المسلمين، فعلى سائر المسلمين وفرقهم المختلفة أن يعملوا وفقاً لتعاليم الآية التاسعة من سورة الحجرات تجاه هذه الفرقة الباغية.
     والجديد في هذه المقالة أ نّها تبيّن ما ذكرناه من المطالب استناداً إلى تعاليم آيات سورة طه المكّيّة.
     المفردات الأساسيّة: القرآن، الوحدة الإسلاميّة، حرمة التفرقة، سورة طه، التفاعل الإيجابي مع جميع العالم الإسلامي.
...................

9
کیاسری

................
10
العقلانيّة الاستعلائيّة
محمّد پزشكي
خلاصة البحث:
     تهدف هذه المقالة إلى دراسة «نظريّة العقلانيّة» في الحكمة الإسلاميّة انطلاقاً من توضيحات شارحيها المعاصرين.
     وتأخذ هذه المسألة أهمّيّتها من جهة أنّ مفكّراً مثل هابرماس يدّعي أنّ نجاح أيّ مدرسةٍ فلسفيّة للنظريّة الاجتماعيّة يتوقّف على نظريّتها العقلانيّة.
     وفي دراستنا لهذا العنوان نستفيد من المنهج الفلسفي ومنهج التحليل الفلسفي.
     وتندرج تحت هذا العنوان مسائل عدّة، منها: طبيعة علم الاجتماع، طريقة معرفة الواقع الاجتماعي، كيفيّة ظهور المفاهيم الاجتماعيّة، علاقة الحياة الاجتماعيّة بالواقعيّة الغائيّة، معايير اعتباريّة علم الاجتماع، النظام السلوكي ـ القيمي من منظار تعاليم الحكمة الإسلاميّة.
     ومن الواضح أنّ أهمّيّة كلّ واحدةٍ من هذه المسائل إنّما تنبع من قابليّتها على التأثير في توليد النظريّة الاجتماعيّة؛ تلك النظريّة التي تسهّل عمل المسؤولين السياسيّين في إدارة المجتمع.
     وهكذا تساعد نظريّة العقلانيّة من خلال النظريّة الاجتماعيّة على تفسير وتحليل الواقعيّات الاجتماعيّة وإدارتها.
     ويمكن الاستفادة من ثمار دراسة هذا العنوان في تحليل موضوعات من قبيل: أسلمة العلوم، التنظير، والتحليل الاجتماعي.
     المفردات الأساسيّة: العقلانيّة، الحكمة الإسلاميّة، التحليل الاجتماعي.
..............
1
دور عقلانيّة الفقه السياسي الشيعي في الحوار الثقافي بين إيران والعالم العربي
علي أصغر نصرتي 
خلاصة البحث:
     يمثّل الفقه السياسي الشيعي برنامجاً يرسم آفاق النظام الإسلامي ويرسي أُسس الحضارة الإسلاميّة.
     ومع ما توفّره المصادر النقليّة المتمثّلة بالقرآن وروايات أهل البيت عليهم السلام من الإمكانيّة العظيمة للمدرسة الشيعيّة، إلاّ أنّ استفادة هذه المدرسة من العقل سواء بعنوان الدليل في عمليّة استنباط الحكم الشرعي، أو في تعيين الموضوع، وفي مقام العمل بالحكم تمنحها مزيداً من الأهمّيّة الخاصّة.
     وهذه المقالة تسعى في سياق الإجابة على التساؤل التالي: ما هو دور عقلانيّة الفقه السياسي في الحوار الثقافي بين إيران والعالم العربي ؟ إلى ما يلي:
     أوّلاً: البحث في مجالات تدخّل العقل التي يمكن إجمالها في الاستنباط وتشخيص الموضوع، وتحديد الظروف والأرضيّات العينيّة، وتطبيق الحكم والموضوع، وتأثير ذلك على موضوع المقالة.
     وثانياً: الإشارة إلى مسلك العقلانيّة الذاتيّة والعقلانيّة الدينيّة، ونقد العقل الذاتي والمعاصر، والتأكيد على دور العقلانيّة الدينيّة في هذا السياق.
     وثالثاً: بيان الثمار والنتائج الحاصلة من تحقّق الموضوع على مصير الأُمّة الإسلاميّة والعيش المشترك بين إيران والعرب.
     المفردات الأساسيّة: الفقه السياسي، العقلانيّة الذاتيّة، العقلانيّة الدينيّة، الموضوع، المصلحة.
.............
2
الحوار الثقافي بين الحضارة الإيرانيّة والحضارة الإسلاميّة
وسيلة نحو الاعتدال والسلم في العلاقات الدوليّة
( الضرورات، الفرص والأساليب )
طيّبة أميريان 
فرامرز ميرزائي 
خلاصة البحث:
     إنّ (حوار الحضارات) باعتباره مشروعاً متعادلاً وهادياً للعلاقات الدوليّة، يعدّ دليلاً على الدور المهمّ للتعامل بين الشعوب في استمرار الحضارات واستشرافاً للمستقبل المشرق في مساعي السلام.
     وتتوقّف عمليّة الحوار الحقيقي بين الحضارات على بعض الشروط التي منها الإقرار بالإمكانات المختلفة للحضارات، والاحترام المتبادل، والاعتراف بمكانة الطرف المقابل وخصائصه الحضاريّة الأصيلة، والتكافؤ والندّيّة.
     ولا شكّ أنّ الساحة الثقافيّة بمستوياتها المختلفة في الحضارات الكبرى، هي من الميادين الممتازة للحوار من أجل تحقيق مبدأ الاعتدال وترسيخ السلم العالمي وصيانة تلك الثقافة.
     إنّ الحضارتين العريقتين الإيرانيّة والعربيّة باعتبارهما غصنين عظيمين من أغصان شجرة الحضارة الإسلاميّة، وبما يمتلكانه من تاريخٍ زاهر وإمكاناتٍ ثقافيّة خصبة فاعلة؛ يمكنهما بلا شكّ القيام بمبادرات مشتركة تقوم على أساس التواصل والانسجام الثقافي واستثمار المواضع والأهداف الثقافيّة المشتركة، ومن خلال إزالة الموانع الذهنيّة التاريخيّة والتحدّيات الثقافيّة المتمثّلة بالتيّارات المتطرّفة وانتشار الثقافات الغربيّة الخاطئة، وإثارة الخلافات القوميّة والدينيّة، وشيوع بعض الانحرافات الثقافيّة، والعمل باتّجاه التعادل والاعتدال الفكري والثقافي في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم، ومن خلال الارتقاء بمستوى إدارة العلاقات واللقاءات الحضاريّة والمساعدات الثقافيّة؛ التي يمكن أن نطلق عليها اسم (الحوار الثقافي بين الحضارة الإيرانيّة والإسلاميّة).
     إنّ القيام بالحوار الثقافي الفاعل تحت إشراف ومتابعة سياسات معتدلة مثل: تأسيس اللجان الثقافيّة المشتركة متعدّدة الأطراف، ورسم خارطة ثقافيّة للأهداف والقيم المشتركة بين مجموعة الدول العربيّة وإيران وتأثيرها على المستوى العالمي.
     وهذه المقالة التي اتّبع في كتابتها المنهج الوصفي التحليلي ضمن تأكيدها على ضرورة التعاون والحوار الثقافي السلمي لإيران مع الدول العربيّة، ومن خلال تأشيرها للفرص المتكافئة والتكتيكات الثقافيّة؛ تسعى إلى أن تخطو خطوة نحو الازدهار والوصول إلى مجتمعٍ متفائل بإشاعة السلام والاعتدال والصداقة في أرجاء العالم.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال، الحضارة الإيرانيّة، الحضارة العربيّة، الثقافة، حوار الحضارات.
..............

3
مكانة العقلانيّة والاعتدال في الثقافتين الإيرانيّة والعربيّة
جمال الدين شاعري 
خلاصة البحث:
     احتلّت العقلانيّة والاعتدال على الدوام مكانةً مميّزة في الثقافتين الإيرانيّة والعربيّة في مقاطع التاريخ المختلفة، فمرّة توضعان في المقدّمة، وأُخرى يُنظر إليهما بعين العداء.
     ومن هنا، عملنا من خلال دراسة آراء ونظرات المفكّرين الماضين والمعاصرين من كلا الثقافتين، ومن ثمّ البحث عن مفهوم ومكانة هذين المفهومين، للوصول إلى فهمٍ واضح وبسيط عن هذين العنصرين.
     إنّ إدراك مفهوم العقلانيّة ـ  وما يتبعه من إدراك الاعتدال الذي هو أحد نتائجها  ـ يقودنا إلى اكتشاف سُبُل تقويتها.
.................
4
دور الثقة في الحوار بين الثقافات
فاطمة صدر عاملي
پروين داعي پور
خلاصة البحث:
     إنّ المقصود بالحوار بين الثقافات هو التبادل الحرّ لوجهات النظر المقترن بالاحترام المتبادل بين الأفراد أو الجماعات أو المنظّمات التي تستند إلى خلفيّات ثقافيّة ووجهات نظر مختلفة.
     والهدف من الحوار بين الثقافات هو تقوية وتنمية الحسّ الاجتماعي والتضامن والحياة السلميّة والبنّاءة جنباً إلى جنب في عالمٍ واحد متعدّد الثقافات.
     وهناك من العوامل ما يساعد على حصول الحوار بين الثقافات، نشير هنا إلى بعضٍ منها: الاستفادة والتعلّم من الأشخاص الذين تختلف نظرتهم إلى العالم عن نظرتنا إليه، تعيين نقاط الاتّفاق ونقاط الافتراق بين الثقافات والسنن والمفاهيم، الإقرار الواعي بحقيقة أنّ العنف ليس هو السبيل لحلّ الخلافات والنزاعات، دعم إدارة التنوّع الثقافي بطريقة حرّة من خلال تنظيم الفعّاليّات الاجتماعيّة والسياسيّة، التجسير والتواصل بين مَن يخشى من التنوّع الثقافي ويراه تهديداً وبين مَن يراه فرصة.
     وهناك ستّة شروط لا بدّ من توفّرها للوصول إلى حوارٍ ناجحٍ بين الثقافات، هي:
     1 ـ حفظ كرامة جميع المشاركين في الحوار وصيانة شأنهم ومنزلتهم المتكافئة.
     2 ـ المشاركة الطوعيّة في الحوار.
     3 ـ وجود التصوّرات المتشابهة لدى كلّ طرفٍ من طرفَي الحوار، وأبرز صفاتها: الذهن المنفتح، والجدّيّة والالتزام، والإيمان بحالة ربح ـ ربح.
     4 ـ الالتفات إلى الفروق والتشابهات الثقافيّة.
     5 ـ الحدّ الأدنى من المعلومات عن الخصائص المميّزة لثقافة الطرف والطرف الآخر.
     6 ـ اكتشاف اللغة المشتركة من أجل استيعاب الاختلافات الثقافيّة واحترامها.
     وهنا يجب عدم إغفال دور الثقة العظيم في إيجاد الحوار واستمراره.
     وهذه المقالة تحاول البحث في موضوعة كيفيّة بناء الثقة في المجتمعات المختلفة ؟ وما هو الدور الذي تلعبه الثقة في العلاقات اليوميّة في داخل الجماعة وما بين الجماعات ؟ ولماذا تنعدم الثقة أحياناً ؟ وكيف يمكن للحوار أن يستند على الثقة لإقامة العلاقات الأمتن والأقوى ؟
     وفي هذا السياق ينوي منتدى الحوار التابع لمؤسّسة الإمام موسى الصدر تنظيم مشروع لزرع الثقة عن طريق الحوار بين القوميّات في إيران، وقد اختار كبداية محافظة خوزستان التي تضمّ في ربوعها قوميّات مختلفة من عربٍ وبختياريّة و... .
     المفردات الأساسيّة: الحوار، الحوار بين الثقافات، الثقة، الاحترام، العالم متعدّد الثقافات.
...............
5
الاعتدال والعقلانيّة وأثرهما على علاقات إيران بالدول العربيّة
السيّد علي أصغر العلوي 
خلاصة البحث:
     من المباحث المهمّة في ميدان العلوم الإنسانيّة هو مبحث الاعتدال والعقلانيّة الذي أولته التعاليم الدينيّة اهتماماً ملحوظاً، والذي يمكن له أن يلعب دوراً مؤثّراً في حلّ المشاكل التي اعترت العلاقات بين إيران والعالم العربي، والمتمثّلة في الفتور والكدورة اللتان تتّسم بهما هذه العلاقات في بعض الفترات.
     وينبع هذا التأثير من حقيقة أنّ الاعتدال يمكن له من ناحية أن يقطع الطريق أمام التطرّف وما يتبعه من التخاصم، ومن ناحية أُخرى فإنّ المنطق العقلاني يمكن أن يهيّئ أجواء الحوار بين الدول للانطلاق نحو آفاق المستقبل.
     إنّ على جميع الدول الإسلاميّة أن تستلهم تعاليم الإسلام في علاقاتها الدوليّة وتسير على طريق الحوار والتعايش السلمي، وهذا لا يمكن تحقيقه إلاّ من خلال اتّباع الاعتدال والعقلانيّة الدينيّة؛ لأنّ العقلانيّة الدينيّة في ظلّ الهداية والتربية الدينيّة تدعو إلى التعقّل والسلوك الحضاري، وهكذا الاعتدال أيضاً هو بمثابة الكابح الداخلي النابع من العقل السليم والذي يجب على جميع أفراد المجتمع وعلى رأسهم القادة والحكّام أن يلتزموا ويتقيّدوا به.
     ولا شكّ أنّ دين الإسلام المفعم بالحياة لم يغفل في دعوته إلى الاعتدال والعقلانيّة ما يبيّن ويحدّد كيفيّة تطبيقهما من القوانين والطرق المناسبة.
     وهذا المقال مكرّس للبحث في مقولة العقلانيّة الدينيّة والاعتدال في التعاليم الدينيّة، وتأثير هذين الأمرين على العلاقات بين إيران والعالم العربي، وبعد بيانه لفوائد الاعتدال والعقلانيّة يشير إلى سبل الوصول إليه في سياق الحوار بين إيران والعالم العربي.
     المفردات الأساسيّة: الدين، الاعتدال، العقلانيّة، الإسلام، إيران، العالم العربي.
..............
6
دور التشيّع المعتدل وأثره في الحوار الثقافي بين إيران والعالم العربي
الدكتور محمّد محمّد رضائي 
علي أكبر حسيني سده 
خلاصة البحث:
     يعتبر الفهم الصحيح والإدراك الدقيق عن الدين والمذهب باعتبارهما العنصرين الأساسيّين لثقافة أيّ مجتمع هو الخطوة الأُولى في مسيرة التفاعل والحوار مع ذلك المجتمع.
     ولمّا كانت الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران باعتبارها حكومة شيعيّة تواجه في تعاملها مع الدول العربيّة أكثريّةً تتبع المذهب السنّي؛ فلا مناص أمامها من معرفة اهتمامات هذه الدول والاطّلاع على مقتضيات المذهب الحاكم فيها.
     إنّ المنطق المشترك الحاكم على كلا المجتمعين ـ  الشيعي والسنّي  ـ والمستقى من القرآن والسنّة والقراءة الصحيحة لهما هو الشرط اللازم لأيّ نوعٍ من أنواع الحوار البنّاء والعلاقات الثنائيّة.
     ومن الممهّدات الأساسيّة للحوار والعلاقات البنّاءة بين المجتمعات الشيعيّة والسنّيّة هو الدرك الصحيح للمشتركات العديدة بينهما والنابعة من القرآن والسيرة النبويّة من جهة، والإقرار بوجود الاختلاف في وجهات النظر والتفاسير المتفاوتة ووجوه الافتراق المتعدّدة.
     وأفضل الخيارات المتاحة وأكفأها في مسيرة الحوار مع العالم العربي هو خطاب التشيّع المعتدل ذو الجذور العميقة في تاريخ الفكر الإمامي من خلال تركيزه على مفهوم الاعتدال والوسطيّة وبواسطة نظرته الخاصّة والمتميّزة إلى المذاهب الإسلاميّة واعترافه بمقدّساتهم وعقائدهم مع تمسّكه بأُصوله ومبانيه.
     ويمكن لهذا الخطاب من خلال اعترافه بجميع المذاهب الإسلاميّة وتقديمه للقراءة الجديدة المستندة إلى السلوك والنهج الاعتدالي المستفاد من القرآن والسنّة النبويّة وسيرة الأئمّة عليهم السلام أن يشخّص ويدعم أُسس الحوار الإلهي بين الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران والعالم العربي.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال والوسطيّة، الفكر الإمامي، خطاب التشيّع المعتدل، الحوار الإلهي، العالم العربي.
................

7
مدخل لاستراتيجيّة الحياة الدينيّة:
التعادل والعقلانيّة، ستراتيجيّة الحياة الطيّبة في العالم
أقدس بكلو 
خلاصة البحث:
     إذا حذفنا التعادل من الحياة فسوف لا يبقى وجودٌ للكون «بالعدل قامت السماوات والأرض»؛ إذ العدل هو الأساس والبناء الذي يستند عليه قيام العالم وثباته. وإنّ تعالي الروح الإنسانيّة إلى الحياة الطيّبة الإلهيّة إنّما يتمّ من خلال إيجاد التعادل الفردي في ظلّ العقلانيّة وعلى أرضيّة التعامل الجمعي. أيّ أنّ التعادل يكون في المبدأ وفي المسير وفي المقصد.
     والتعادل والعقلانيّة هما من أركان مهارات حياة الإنسان القرآنيّة، وقد وضع الإسلام بين حاجات الجسم وبين الحاجات المعنويّة تعادلاً وموازنة كاملة كما فعل ذلك أيضاً بين هذا العالم وبين عالم الآخرة. ومن خلال تعميق التعادل والعقلانيّة وترسيخهما نكون قد أوجدنا محوراً للتحكيم في اختلاف آراء الناس.
     ومع استمرار تعلّق الروح بالبدن فإمّا أن تكون قيادة ومديريّة البدن بيد العقل أو بيد الشهوة والغضب. وفي الحالة الأُولى يبقى البدن من خلال محافظته على التعادل الطبيعي سالماً وفي نشاط مستمرّ، أمّا في الحالة الثانية فيقع في مصيدة الإفراط والتطرّف ويفقد سلامته.
     وهكذا روح الإنسان كبدنه أيضاً، إمّا أن تكون حيّةً سالمة فتزدهر وتنتعش بإثارة دفائن العقل والفطرة «ويثيروا لهم دفائن العقول»، أو حيّةً مريضة، أو ميّتة، مع تفاوت بينها وبين البدن وهو أنّ البدن إنّما يموت موتاً واقعيّاً ويصير تراباً، بينما الروح لا تعرف الموت واقعاً، بل هي دائمة البقاء بسبب تجرّدها.
     ومعرفة الحقيقة، وإدراك السعادة، والوصول إلى جميع الكمالات، والاطمئنان من صحّة الحسابات، إنّما هي ثمار لا تُنال إلاّ في ظلّ (السلوك الجمعي للمؤمنين).
     والتنمية الكامنة في العدل لا يمكن العثور عليها في أيّ مشروع أو برنامج آخر.
     والتعادل والعقلانيّة يوجبان التمركز وثبات شخصيّة الإنسان، فإذا جعل هذا الإنسان مسافةً معقولة بينه وبين الحوادث والوقائع التي لا يمكنه تجنّبها في عصر الاتّصالات؛ ازدادت قوّته وقدرته على الانتخاب وارتفع ميزان تصميمه الواعي في مقابل ردود أفعاله الغريزيّة، وهكذا يصير تعادل وعقلانيّة الناس نقطة الانطلاق والمسير والغاية التي ما هي إلاّ الحياة الطيّبة في العالم.
...............
چهارّم: اعتدال و عقلانیّت و مقابله با افراط گرایی
1
المفرد والجمع في الإسلام (العلاقة بين السُبُل والصراط في القرآن)
حبيب اللّه‏ بابائي 
خلاصة البحث:
     وردت مفردتَي (صراط) مفردةً و  (سُبُل) بالجمع في القرآن الكريم مرّات عديدة بمعنى الطريق وطُرُق التديّن والاستقامة.
     وهذا الاستخدام للمفرد والجمع ـ  في الصراط والسُبُل  ـ استُخدم أيضاً في الطريق الملتوي والخاطئ أيضاً.
     والسؤال المهمّ الآن في فهم هذه الآيات المتناقضة في الظاهر في بيانها للطريق أو الطرق الصحيحة أو الخاطئة، وحلّ تناقض الوحدة والكثرة في التديّن والاعتقاد بالتوحيد؛ هو أ نّه كيف يمكن أساساً أن يكون مسير الحقّ مفرداً وجمعاً في آن ؟ وكيف يمكن أن توجد الوحدة والكثرة في آن في مسير الباطل أيضاً ؟
     ومثل هذا التساؤل هو أحد نقاط الإبهام في العالم المتكثّر لما بعد الحداثة.
     وتكمن الأهمّيّة الاستثنائيّة لهذا التساؤل في العالم الإسلامي في أنّ العالم الإسلامي لا يعاني من حالة تاريخيّة من التشتّت إلى الشُعَب والملل والنِحَل والابتلاء بنوعٍ من التكثّر الديني والمذهبي فقط؛ بل إنّ دخول الحداثة وما بعد الحداثة في القرنين الأخيرين إلى العالم الإسلامي قد زادت هذا التشتّت تكثيراً أيضاً.
     ومن جانب آخر، فإنّ اقتراح نوعٍ من (السُبُل) بصيغة الجمع والاعتراف بنوعٍ من التكثّر الإنساني والإسلامي يمكن أن يكون بديلاً عن التعدّديّة النسبيّة والمبتعدة عن الحقيقة؛ مثلما يمكن أن يكون طريقاً للحلّ بالنسبة للرؤية الوحدويّة التكفيريّة التي يكون طريق الحقيقة ضيّقاً فيها ورفيعاً (السبيل) ولا تتوفّر فيه إمكانيّة المشاركة لباقي المسلمين (الصراط).
............
2
الآثار السياسيّة الاجتماعيّة للتيّارات التكفيريّة على تخلّف الدول الإسلاميّة
السيّد كاظم سيّد باقري 
خلاصة البحث:
     رغم ما للأفكار السلفيّة والتكفيريّة من التاريخ الطويل في ساحة الحضارة الإسلاميّة، إلاّ أ نّه ومنذ ما يقرب من الخمسين عاماً الأخيرة شكّل تحوّل هذه النزعات والشطحات المتناثرة إلى (تيّار) بدايةً لمرحلة خطرةٍ جدّاً تهدّد العالم الإسلامي.
     ورغم أنّ أسباب تخلّف الدول الإسلاميّة لا تنحصر في عاملٍ واحد، إلاّ أ نّه يمكن القول بأنّ هذه الأفكار والتيّارات كانت عاملاً من العوامل المهمّة في هذا التخلّف الذي تعاني منه المجتمعات الإسلاميّة واستمراره، وذلك لما تحمله هذه التيّارات من أفكار وما تقوم به من التصرّفات الرعناء.
     والسؤال الأصلي الذي تحاول هذه المقالة أن تجيب عليه هو ماهيّة الآثار السياسيّة والاجتماعيّة للتيّارات التكفيريّة على تخلّف المجتمعات الإسلاميّة، وفي محاولة الإجابة على هذا السؤال تؤكّد المقالة أوّلاً على مفردات الرؤية الإسلاميّة لآفاق التطوّر المطلوب، والمتمثّلة بالعقلانيّة، والانسجام الاجتماعي، واحترام الكفاءات، والأمن الشامل، والعلاقات والحوار الإيجابي والمنطقي، ومسؤوليّة الدول ورعايتها لحقوق المواطنة.
     في حين ـ  وبالمقابل  ـ يمكن تأشير آثار هذه التيّارات بالمفردات التالية: الفوضى ومعاداة النظام، انتشار التفرقة الطائفيّة والتمزّق الاجتماعي، فقدان الأمن، القتل والعنف، تدمير أرضيّات العقلانيّة والحوار المنطقي، وقيام الدول المستبدّة.
     ولا يخفى ما لهذه المفردات من الدور الحاسم في قطع الطريق أمام تطوّر الدول الإسلاميّة وبقاءها ترزح تحت نير التخلّف.
................
3
موجز مقالات مؤتمر الحوار الثقافي العربي الإيراني
تعريب  : محمّد حسين حكمت
1 ـ قراءة متوازنة لمبدأ الإمامة في الفكر الشيعي
محمّد أسعدي 
خلاصة البحث:
     لا يخفى على المفكّر المنصف أنّ التيّارات السلفيّة التكفيريّة هي أكثر الأخطار ـ  سواء بالفعل أو بالقوّة  ـ إلحاحاً في عالم اليوم.
     ويرى كاتب هذه المقالة أنّ جذور الكثير من انحرافات التكفيريّين السلفيّين هو الخلط الحاصل بين الأُصول والفروع وضروريّات الدين ونظريّاته، كما هو الحاصل بالفعل في نقد هؤلاء التكفيريّين ومواقفهم تجاه المذاهب الأُخرى ومن بينها الشيعة، حيث وقعوا في نفس هذا الالتباس المبدأي أيضاً.
     ومن جانب آخر يمكن الادّعاء أنّ عقيدة (الإمامة) هي أبرز محاور التمايز والخلاف بين مذهب أهل البيت عليهم السلام وباقي المذاهب، وأنّ نوع تعريفنا وفهمنا لهذه المسألة له أبلغ الأثر في كيفيّة العلاقات بين المسلمين ومواجهة بقيّة المذاهب الإسلاميّة لتيّار التشيّع.
     وفي هذا المجال تحتلّ مسألة الاعتقاد بأصالة الإمامة أهمّيّة حاسمة في نظام المعرفة الدينيّة. ومن هنا نرى الآثار الخاصّة للإجابة على التساؤل عن أنّ الإمامة هل هي من الأُصول أو من الفروع في الفكر الشيعي من الزاوية الكلاميّة أوّلاً ومن الزاوية الفقهيّة ثانياً.
     فمن الناحية الكلاميّة توفّر الإجابة على هذا التساؤل مكانة هذه المسألة في منظومة العقائد الدينيّة ونوع الاعتقاد بها، ومن ثمّ تتّضح مسألة النجاة الأُخرويّة.
     أمّا من الناحية الفقهيّة فأهمّ آثار هذه الإجابة هو الحكم الفقهي بالكفر أو الإسلام وما يتبع ذلك من قضايا كالإرتداد والنجاسة.
     ومن خلال ما ذكرناه يمكن البحث في مسألة الإمامة لدى الشيعة من خلال علاقتها بالمحاور الأربعة التالية: المحور الأوّل هو أُصول الدين وعلاقتها مع أُصول المذهب، والثاني هو ضروريّات الدين وعلاقتها مع الأُصول، والثالث هو الكفر والإيمان وملاكهما ومراتبهما، والرابع هو المراتب المفهوميّة للإمامة.
     ويرى الكاتب أنّ الفهم الشيعي يرى مقام الإمامة بمثابة المقام الإلهي، وأ نّه وإن كان يرى هذا المقام في نفسه من أُصول الدين، إلاّ أ نّه لمّا كان الدور الديني له مثاراً للبحث والنقاش لدى المذاهب الدينيّة ويحتاج إلى الاستدلال عليه، فهو من الأُصول النظريّة للدين لا من الأُصول الضروريّة.
     ومن نتائج هذا البحث هي إمكانيّة التفكيك بين النظرتين الكلاميّة والفقهيّة إلى مسألة الكفر والإيمان وعلاقتهما بعقيدة الإمامة.
     فمن الزاوية الكلاميّة وانطلاقاً من مبدأ الاعتقاد بأصالة الإمامة في النظريّة الشيعيّة، ومع التفكيك بين حدود الإيمان والكفر، يصير الاعتقاد بالإمامة واحداً من أركان (الإيمان) لا (الإسلام)؛ ولذا نرى في التراث المذهبي الروائي نسبة الكفر ـ  في مقابل الإيمان  ـ إلى منكري الإمامة.
     أمّا من الزاوية الفقهيّة وترتّب الآثار الفقهيّة، فإنّ الكفر أساساً هو من توابع إنكار ضروريّات الدين، لا إنكار أيّ أصلٍ من أُصوله، إلاّ إذا كان إنكار الأُصول النظريّة من باب العناد المؤدّي إلى إنكار الأُصول الضروريّة.
     وعلى هذا الأساس، فإنّ الكفر بمفهومه المقابل للإسلام، والذي له تبعاته الفقهيّة الخاصّة، لا يمكن إطلاقه عند إنكار أصل الإمامة انطلاقاً من المباني العلميّة المذهبيّة الخاصّة بباقي المسلمين.
     ومن جانب آخر، فإنّنا نرى عند تحليل الإمامة تحليلاً مفهوميّاً أنّ هناك مراتباً تدلّ على أنّ الاعتقاد بهذا الأصل هو اعتقادٌ ذو مراتب؛ حيث نرى في كلّ واحدٍ من المفاهيم الكلاميّة والفقهيّة والعرفانيّة المختلفة تأكيداً على مرتبةٍ خاصّة، وهذا التنوّع في مراتب الإمامة يفتح الطريق أمام التعامل والتسامح في قبال منكري الإمامة بمفهومها السياسيّ الخاصّ.
     المفردات الأساسيّة: الإمامة، الأُصول والفروع، الفكر الشيعي، ضروريّ الدين، الكفر والإيمان.
..............
4
عوامل ضعف العقلانيّة والاعتدال وأثر ذلك في ظهور التطرّف في العالم الإسلامي
علي زنكوني 
خلاصة البحث:
     من المسائل المهمّة التي تجابه العالم الإسلامي هي مسألة فقدان العقلانيّة والاعتدال لدى قسمٍ من المجتمع الإسلامي، الأمر الذي صار سبباً في ظهور التطرّف وانتشار العنف بين صفوف المسلمين، وأثار في وجه المجتمع الإسلامي
مشاكل تنذر بالكثير من العواقب الوخيمة.
     وأهمّ الأسباب التي دفعت بالمسلمين إلى الابتلاء بهذه الحالة، هو عدم الالتفات إلى علل ضعف العقلانيّة والاعتدال، والتي يمكن الإشارة إلى بعض منها وهو الجهل والغفلة عن تعاليم الإسلام الصحيح، والسطحيّة والجمود على ظواهر الأوامر الدينيّة، والتعصّبات القوميّة والعشائريّة، والقسوة والعنف الزائد على الحدّ، ودور الشياطين وأعداء الإسلام في إذكاء نار التطرّف وغيرها من العلل الأُخرى.
     وهذه المقالة تسعى إلى دراسة وتحليل علل وعوامل ضعف العقلانيّة والاعتدال، ومن ثمّ تهيئة مستلزمات ازدهار المجتمع الإسلامي وهدايته إلى هذين المبدأين كي يتمكّن من صدّ التطرّف وما يجرّه من خسارات فادحة على المسلمين نتيجة ذلك.
     المفردات الأساسيّة: العقلانيّة، الاعتدال، التطرّف، العنف، الإسلام.
..............
5
دور الأخلاق في تكوين المجتمع المعتدل والعقلاني
نجمة كيخا 
خلاصة البحث:
     موضوع المقالة الحاليّة هو دراسة تأثير ومكانة الأخلاق ودورها في تكوين المجتمع المعتدل.
     والمجتمع المعتدل هو ذلك المجتمع البعيد عن الإفراط وعن التفريط، والملتزم برعاية الاعتدال والوسطيّة في تمشية أُموره بأقصى درجات الالتزام والمراعاة، والذي يمكن قياس وتقييم مدى اعتداله من خلال مؤشّرات عديدة.
     وتؤكّد هذه المقالة على أحد التحليلات لماهيّة الحدّ الوسط، وهو الذي يميل إليه المفكّرون المسلمون، خصوصاً الملاّ أحمد النراقي والإمام الخميني وغيرهم من المفكّرين المعاصرين.
     ووفقاً لهذا التحليل فإنّ الحدّ الوسط يختلف لدى الأفراد المختلفين، ولدى المجتمعات المختلفة بالنتيجة. وإنّ مؤشّرات الأخلاق السياسيّة والعدالة تتغيّر في كلّ زمان وفقاً لظروف ذلك الزمان. وإنّ لزوم حدّ الوسط يمكن تحقّقه من خلال مراعاة الأخلاق السياسيّة. ويمكن للإنسان الفرد أن يصل إلى الاعتدال من خلال كبح القوى واجتناب الإفراط والتفريط في كلّ قوّة واتّباع العقل، أمّا المجتمعات فهي الأُخرى يمكن لها أن تصل إلى الوسطيّة أيضاً إذا تمكّنت من تخفيف غلواء القوى المختلفة الموجودة فيها ومراعاة ظروف العصر.
     إنّ الأخلاق المعنيّة في هذا المقال هي الأخلاق السياسيّة، والأخلاق السياسيّة يمكن تلمّس تجلّياتها في قوانين المجتمع وأساليب تنفيذها وفي أخلاق قادة المجتمع وسلوكيّاتهم. والأخلاق لها جوانب داخليّة وخارجيّة، حيث إنّها في الوقت الذي تكمن فيه في مستوى خلقة الإنسان وملكاته، إلاّ أ نّها تظهر وتتجلّى في كلامه وتصرّفاته أيضا؛ كما في حالة الاتّهام والافتراء ـ  على سبيل المثال  ـ اللذين مع اشتمالهما على الوجوه الذهنيّة والخلقيّة، إلاّ أ نّهما يتجسّدان في قوالب الألفاظ أو السطور عند الكلام أو الكتابة.
     وقد شهدت الأخلاق السياسيّة في المجتمع الإسلامي تطوّرات عديدة، ومن أهمّ تلك التطوّرات تأكيد الأخلاق السياسيّة على الحذر من الاقتصار على الالتفات إلى الحكّام، وتوصيتهم بالالتفات إلى الناس.
     وكان للتطوّرات السياسيّة التي شهدتها المجتمعات وانتقالها من الحكومات الفرديّة إلى الديمقراطيّات، أثراً في ما نشهده من التطوّرات في الأخلاق السياسيّة للمجتمع أيضاً.
     وأدّى هذا التطوّر إلى دخول مصطلحات ومفاهيم جديدة إلى أدبيّات الأخلاق السياسيّة، أو تغيير في بعض المفاهيم. وعلى سبيل المثال فإنّ مصطلحات من قبيل: الحرّيّات السياسيّة، كرامة الإنسان، الأمانة والصدق السياسي، الاعتماد والتضامن الاجتماعي، المسؤوليّة والالتزام الاجتماعي، عدم الحصانة، وغيرها من المصطلحات هي إمّا مصطلحات جديدة لم تكن من قبل، أو أ نّها كانت موجودة لكنّها شهدت تحوّلات تناسب الظروف الجديدة، وقد حصلت تبعاً للتحوّل في النظام السياسي للمجتمع.
     وفي عصرنا الحاضر يتوقّف تحقّق الاعتدال والعقلانيّة على الالتفات إلى مفردات الأخلاق السياسيّة، وهو ما يسعى كاتب المقال إلى تأشير حصوله في المجتمع الإيرانيّ المعاصر.
     من هنا جاء اختيار التحقيق الحاضر لمسألة كيفيّة مساهمة الأخلاق في إقامة المجتمع المعتدل والعقلاني ؟ وفي محاولةٍ للإجابة على هذا التساؤل يناقش في مفهوم الأخلاق السياسيّة وتطوّراتها وتأثيرها على عنصر الاعتدال وعلاقة كلّ ذلك ببعض المفردات كالكرامة الإنسانيّة والحرّيّة والتضامن الاجتماعي.
     المفردات الأساسيّة: الاعتدال، الأخلاق السياسيّة، الكرامة الإنسانيّة، الحرّية، التضامن الاجتماعي.
.................
6
عقلانيّة ستراتيجيّات وموانع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة
فاطمة محمّدي 
حبيب حاتمي 
خلاصة البحث:
     إنّ وجود الفهم المشترك للدين هو أحد المصاديق المهمّة للوحدة والتقريب بين المذاهب، وما تحتاجه الأُمّة الإسلاميّة العظيمة باعتبارها واحدة من أكبر الجماعات البشريّة في عصرنا الحاضر هو الاتّحاد والانسجام، ومن هنا يأتي اهتمام العلماء الواعين والمخلصين في العالم الإسلامي ـ  من الشيعة أو السنّة  ـ وتأكيدهم المستمرّ على الاتّحاد والتقريب بين المذاهب الإسلاميّة.
     وفي هذا التحقيق نبيّن المعنى اللغوي والاصطلاحي للتقريب، ونشير إلى نقاط الاشتراك بين الشيعة والسنّة في المجال العقائدي كالتوحيد والكتاب المقدّس (القرآن) والقبلة الواحدة، والمشتركات الروحيّة كمحّبة أهل البيت عليهم السلام.
     ويتطرّق التحقيق أيضاً إلى الموانع والعقبات التي تعترض نجاح هدف الوحدة الإسلاميّة وتدعيمها، والمتمثّلة في الموانع الفقهيّة الكلاميّة كالإمامة، والخلافة، والجبر والاختيار، والتفويض، وحدوث وقدم كلام اللّه‏، والتوسّل بالأولياء، والزيارة، والشفاعة وأمثالها.
     وإلى الموانع السياسيّة الاجتماعيّة التي تنقسم بدورها إلى قسمين:
     أوّلهما الموانع الداخليّة كالنزعة الطائفيّة، والقوميّة، والاستبداد، والتحلّل الديني والرذائل الأخلاقيّة، والجهل، والتناقضات الثقافيّة، والعمالة للأجانب، والاختلافات السياسيّة بين الدول، وأمثال ذلك.
     وثانيهما الموانع الخارجيّة كالإمبرياليّة، والصهيونيّة، والغزو الفكري والثقافي، والعولمة، والإرهاب، والأهمّ من كلّ ذلك هو التشرذم الطائفي ومؤامرات أعداء الإسلام.
     وينتهي المقال ببيان العوامل العقلانيّة المؤدّية إلى التلاحم والتقريب واقتراح السبل المؤدّية إليهما كمعرفة المسلمين بعقائد بعضهم البعض، والتمركز والاهتمام الجادّ بتقوية العقائد والقيم المشتركة، والالتزام بالاحترام المتبادل للقيم والرموز المقدّسة لدى الطرفين، وتشخيص أعداء الإسلام والمسلمين ومواجهة خططهم ومؤامراتهم.
     المفردات الأساسيّة: العقلانيّة، ستراتيجيّة التقريب، موانع التقريب، الشيعة، السنّة، الوحدة الإسلاميّة.
...............
7
السلفيّون التكفيريّون (ماهيّتهم ومنطق مواجهتهم)
عبد الوهاب فراتي 
خلاصة البحث:
     إنّ التحدّي الأبرز الذي يواجهه العالم الإسلامي ـ  والدول المعاصرة  ـ اليوم هو فكرة (النظام الإسلامي الجديد) التي تطرحها الجماعات السلفيّة المتطرّفة والتي أعادت اكتشافها من سنّة الجهاد التاريخيّة.
     والهدف الأصلي لهذه الجماعات هو استبدال الدول العلمانيّة القائمة اليوم بنظام (الخلافة الإسلاميّة).
     وهذه الفكرة التي انتشرت انتشاراً واسعاً في أوساط النسل الحاضر من السلفيّين، هي ظاهرة جديدة تماماً في مادّتها ومحتواها رغم استخدامها للغة التقليديّة.
     وبغضّ النظر عمّا يدعو إليه التيّار السلفي التكفيري من التهذيب الثقافي لدار الإسلام، ورفضه لكلّ أشكال التداخل والاندماج في مظاهر الحداثة والتعدّديّة الثقافيّة، فإنّ الأُسلوب الذي يتّبعه في ممارسة الجهاد وتسليم مناطق تواجد المسلمين ممّا لا نجد له سابقة في سنّة نبيّ الإسلام العظيم صلّى اللّه‏ عليه وآله ولا في سيرته.
     وإذا كان الجهاد في القرن التاسع عشر بمثابة أُسلوب تعبئة للناس كي يقاوموا الاستعمار الخارجي، فإنّه اليوم ليس أداةً للدفاع بل وسيلة لتحقيق نظامٍ جديد قائم على الخلافة.
     وإقامة مثل هذا النظام أمرٌ شاقّ وصعب يحتاج إلى تضحيات مجاهدين يضحّون بأنفسهم في سبيله.
     والمهمّ أنّ هذا الحلم يغيّر تفكير المسلمين ويجعلهم يقبلون بإسقاط الدول القوميّة في أوطانهم، ويهيّئ أذهانهم لقيام نظامٍ إسلاميٍّ في كافّة أرجاء العالم.
     ومن هنا يكون السؤال الأساسي المطروح هو عن الكيفيّة التي قامت بها السلفيّة التكفيريّة بتغيير مادّة ومحتوى نموذج الجهاد، الأمر الذي جعلها تتميّز عن باقي مؤسّسات الفقه لدى أهل السنّة.
     ومن هنا تسعى هذه المقالة لتأشير بعض هذه التغييرات من قبيل (الخشونة) و  (الإرعاب) و  (اتّباع النصّ) ووضعها على طاولة البحث والنقد، لتصل في النهاية إلى اقتراح أهمّ السبل لمواجهة هذه السلفيّة التكفيريّة.
     المفردات الأساسيّة: السلفيّة التكفيريّة، الجاذبيّة الإيديولوجيّة، مديريّة الرعب، التوحيد العبادي، تطهير الأُمّة، اتّباع النصّ.
...................
8
الدوغماتيّة الثقافيّة في تفكير وممارسات السلفيّة الجديدة في العالم العربي وواجب الديبلوماسيّة الثقافيّة للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران
عبد الحسين عموري 
خلاصة البحث:
     تحظى ظاهرة السلفيّة الجديدة هذه الأيّام باهتمام الرأي العامّ العالمي باعتبارها حركةً إرهابيّة عالميّة، لا باعتبارها تيّاراً فكريّاً عقائديّاً ثقافيّاً.
     وهذا التيّار الذي يبحث عن جذوره المنحرفة في التاريخ الإسلامي ويكفّر كافّة الأديان الإلهيّة والمذاهب الإسلاميّة من منطلقات معاداة العقل، واتّباع السلف، والتمسّك بظواهر نصوص القرآن والسنّة، والجمود، ورفض العلم والمعرفة، وتوسعة معنى الشرك والكفر ومصاديقهما، وانتهى به الأمر إلى استبدال مبدأ الجهاد بمبدأ الاغتيالات، إنّما يقدّم للرأي العامّ العالمي انطباعاً عن الإسلام باعتباره إيديولوجيا إرهابيّة.
     إنّ من أهمّ العوامل المؤثّرة في ظهور وتقوية السلفيّة في العالم الإسلامي هي (الدوغماتيّة الثقافيّة) للتيّارات السلفيّة الجديدة في الشرق الأوسط والعالم العربي.
     فهذا التيّار إنّما ينطلق في ممارساته من جهة كونه نظاماً عقائديّاً دينيّاً جزميّاً بممارساته وخلفيّاته الإيديولوجيّة الذاتيّة الخاصّة ويجعل من رأيه محوراً يعرّف من خلاله آراء الآخرين ـ  وخصوصاً القسم الأعظم من المسلمين ومن ضمنهم الشيعة  ـ باعتباهم الطرف المقابل له، ويرسّخ فكرة ثنائيّة (نحن في مقابل أُولئك).
     ومن خلال هذه الثنائيّة القطبيّة التي يوجدها في العالم الإسلامي على قاعدة التشدّد يمكن له عبر إضعاف وحدة العالم الإسلامي عن طريق النزاعات الطائفيّة أن يهدّد ثبات واستقرار المجتمعات الإسلاميّة ممّا يؤدّي بالنتيجة إلى تهديد أمن الدول الإسلاميّة.
     وهذه المسألة أدّت بسبب تقديمها صورةً غير واقعيّة موهومة ومضحكة عن الإسلام المحمّديّ الأصيل إلى توفير أسباب تقوية الخوف من الإسلام في الغرب من جهة، ومن جهةٍ أُخرى ومن خلال التركيز على تكفير الشيعة وإعطاء الأولويّة لأعمالها الإرهابيّة في بلدان محور المقاومة خصوصاً فلسطين والعراق وسوريا واليمن والبحرين ساهمت إلى حدٍّ كبير في التفرقة بين إيران ودول المنطقة وخصوصاً الدول الإسلاميّة في الشرق الأوسط والعالم العربي، وتقوية الرهاب الإيراني في المنطقة.
     ومن هذا المنطلق، يكون الاستخدام الفعّال والأمثل للدبلوماسيّة الثقافيّة من قبل الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران في هذا المجال واحداً من أهمّ وأوجب واجبات السياسة الخارجيّة للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران في الظروف الراهنة.
     المفردات الأساسيّة: الدوغماتيّة (الجزميّة)، الثقافة، السلفيّة، السلفيّة الجديدة، العالم العربي، الشرق الأوسط، الدبلوماسيّة، الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
...............
9
دور السياحة الدينيّة وأثرها في تحقيق الوحدة بين إيران والدول العربيّة في المنطقة وإفشال مخطّطات المتطرّفين والإرهابيّن
جعفر علون آبادي 
خلاصة البحث:
     تمتاز السياحة بين باقي الصناعات بشفّافيّتها وحسّاسيّتها الشديدة خصوصاً تجاه مسائل السلامة والأمن على المستويات الوطنيّة والإقليميّة والدوليّة. وتؤدّي أيّ حادثة أو تهديد من قبيل الاعتداء على السيّاح والحروب والاضطرابات السياسيّة والأعمال الإرهابيّة إلى تعرّض هذه الصناعة إلى خسائر غير قابلة للتعويض.
     ولكلّ من السياحة والإرهاب آثارهما الإيجابيّة والسلبيّة المتقابلة على بعضهما البعض.
     فالسياحة يمكن لها ـ  من جانب  ـ أن تساهم في التقليل من مخاطر الإرهاب وتؤدّي إلى الوحدة، الأمر الذي يصدّقه واقع السياحة في مدينة مشهد المقدّسة.
     ومن جانبٍ آخر يمكن أن تكون سبباً في انتشار الإرهاب الذي يتخفّى تحت لوائها، حيث يمكن أن نشير كنموذج له ما جرى في سوريا في قضيّة ظهور جماعة داعش.
     أمّا الإرهاب فإنّه ما أن يطلّ برأسه في إحدى المناطق الجغرافيّة إلاّ ومهّد الأرضيّة لانهيار السياحة فيها وازدهارها في منطقةٍ أبعد. وهذا الأمر يمكن ملاحظته في دول الشرق الأوسط التي كان انتشار الإرهاب فيها سبباً في هبوط سياحتها، بينما انتعشت في جنوب شرق آسيا وانهارت في تونس.
     من هنا يأتي هذا التحقيق ـ  الذي يقوم على أساس الأُسلوب التحليلي القياسي  ـ للبحث في الدور ذي الحدّين للسياحة والإرهاب في المجتمعات الشيعيّة والإسلاميّة.
     وتشير نتائج التحقيق إلى أن تنمية السياحة يمكن أن تساعد في تقديم الإسلام الأصيل من خلال نشر الفكر الشيعي والإسلامي، وفي قبال ذلك كشف القناع عن الوجه الحقيقي للتيّارات الإرهابيّة وفضحها ومن ثمّ شنّ الهجوم الشامل عليها في ظلّ أجواء الوحدة التي تنشأ من ازدهار السياحة الدينيّة.
     ولا شكّ أنّ هذا الأمر لا يمكن تحقّقه إلاّ عند توفّر البنى التحتيّة والخدميّة ذات الصلة بالسياحة الدينيّة، وهو ما يمكن القول بتوفّره إلى حدٍّ ما في إيران، خصوصاً في مدينتَي قم ومشهد المقدّستين.
     وهنا لا بدّ من الإشارة إلى ما بين الإرهاب والسياحة من التأثيرات المتقابلة الإيجابيّة والسلبيّة، فإنّ ازدهار الإرهاب وانتعاش التيّارات المتطرّفة يؤدّي إلى تهديد تواجد السائح في المناطق المحيطة به، كما تساهم الدعاية المقصودة وغير المقصودة في تضييق نطاق تواجد السيّاح المحلّيّين والأجانب في منطقةٍ محدودة، وحرمان سكّان تلك المناطق من المنافع العظيمة لهذه الصناعة.
     ويجب الالتفات إلى أنّ مجرّد انتشار السياحة مهما كان نوعها لا يؤدّي بالضرورة إلى تدعيم الوحدة والتضامن ومحاربة التيّارات الاستعماريّة والمتطرّفة والإرهابيّة، بل يجب التركيز على ذلك النوع من السياحة التي تستند إلى مجموعة مشتركات كالسياحة الإسلاميّة والدينيّة التي يمكن لها أن تلعب دوراً فاعلاً في ترسيخ الثقافة والهويّة والوحدة وصدّ التيّارات المتطرّفة.
     وتبقى سياحة الاغتيالات، ومصدرها الدول الاستعماريّة وحلفاؤها في المنطقة، وهم يستفيدون من عوامل التفرقة والاختلاف في المنطقة شاهرين أسلحتهم في وجه الدول الإسلاميّة. وهؤلاء السيّاح (الإرهابيّون) يأتون من كافّة دول العالم ـ  بين متطرّفٍ ومخرّب وسفّاك للدماء  ـ شاهرين أسلحتهم للإيغال في دماء المسلمين اليوم، وربما في دماء العالم غداً، متلذّذين تغمرهم الفرحة والسرور بأفعالهم الشنيعة هذه.
     المفردات الأساسيّة: السياحة الدينيّة الإسلاميّة، الإرهاب، الوحدة، التطرّف.

..............
10
عوامل ضعف الاعتدال والعقلانيّة وتأثير ذلك على ظهور التطرّف في العالم الإسلامي
آيت فتحي كندوله 
إلهام مريمي 
خلاصة البحث:
     في وقتٍ تمرّ فيه بعض دول منطقة الشرق الأوسط في مرحلة من التطوّر والتنمية تحت ظلّ لواء الدين الإسلامي، إلاّ أ نّها ابتليت بظاهرة التطرّف في السنّة والثقافة والدين بسبب ضعف عنصري الاعتدال والعقلانيّة في تصرّفاتها.
     وهذا التطرّف الديني إنّما هو ـ  وقبل كلّ شيء  ـ نتيجة من نتائج ظهور جماعات اتّصفت بابتعادها عن الاعتدال والعقلانيّة، ممّا أدّى إلى خلق التوتّر في أرجاء المنطقة وتشويه صورة الإسلام والمجتمعات الإسلاميّة.
     وفي هذه المقالة نسعى ـ  بأُسلوبٍ وصفيّ تحليلي  ـ للإجابة على التساؤل عن ماهيّة العوامل الممهّدة لضمور العقلانيّة والاعتدال، ممّا يؤدّي مآلاً إلى ظهور الأفكار والممارسات المتطرّفة في مجتمعات المسلمين ؟
     وفي هذا السياق وضمن تعريفنا لمفهوم الاعتدال والعقلانيّة وأهمّيّتهما في منظار القرآن والأحاديث وكلمات كبار العلماء نحاول البحث في المفردات المكوّنة للتطرّف.
     والنتيجة التي تصل إليها المقالة هي أنّ الفهم السطحي للنصوص الدينيّة، والفقر والبطالة، والتمايزات الاجتماعيّة، والتربية في الأجواء غير المناسبة، وامتلاء الشبكات العنكبوتيّة والقنوات الفضائيّة بالدعايات الكاذبة، ومخالطة أقران السوء والتأثير المتبادل بينهم، والتركيز على الاختلافات المذهبيّة والابتعاد عن نقاط الالتقاء؛ هي أبرز عوامل ابتعاد المجتمعات الإسلاميّة عن العقلانيّة والاعتدال، ممّا يؤدّي إلى ظهور الممارسات المتطرّفة.
     المفردات الأساسيّة: المجتمعات الإسلاميّة، عدم الاعتدال والعقلانيّة، التطرّف.

...............
11
مدخل لعلاقات الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران مع العالم العربي انطلاقاً من العقلانيّة السياسيّة للمقولات الإسلاميّة الثلاث
رضا عيسى نيا 
خلاصة البحث:
     يعاني العالم ـ  وخصوصاً العالم الإسلامي  ـ هذه الأيّام من نكبات وخسائر شاملة ـ  سواء النفسيّة منها أو الماليّة والبشريّة  ـ بين فعليّة ومحتملة كنتيجة من نتائج ظاهرة الإرهاب المشؤومة.
     وفي محاولةٍ من كاتب المقال للإجابة على السؤال عن سبب ابتلاء العالم الإسلامي بهذا البلاء، وبأيّ عقلانيّةٍ سياسيّة يمكنه تحقيق الاعتدال والصلح والأمن؛ يدّعي الكاتب إنّنا رغم ما يبذله المفكّرون المسلمون أنصار الإسلام الفقاهتي / السياسي ما زلنا لم نصل إلى وضعٍ قابل للدفاع العقلاني المنسجم عن الإسلام، بدليل أنّ الإسلام السلفي والإسلام الثقافي بدلاً من التعاون اتّخذ موقف المخالفة والمعارضة مع عقلانيّة الإسلام الفقاهتي.
     من هنا وجب البحث عن عقلانيّة تدرك ظروف ومخاطر ومحاسن ومساوئ أجواء البيئة التي يعيش المسلمون فيها، ولا تجهل التأثير والعواقب السلبيّة والإيجابيّة للعمل المنطلق من العقلانيّة، وتسعى عن طريق التبليغ والدعوة ونشر أُصول ومباني إسلامها الفقاهتي إلى محاربة العنف.
     إلاّ أنّ العقل السياسي لمّا كانت جذوره تمتدّ إلى الاعتقاد، إذن يمكن للعقلانيّة أن يكون لها نماذج مختلفة من الاعتقاد، ومن هنا نرى أنّ هذه الأنواع الثلاثة من الإسلام رغم ادّعائها للعقلانيّة السياسيّة إلاّ أ نّها تعاني من الاختلافات الجذريّة في علاقاتها؛ وما ذلك إلاّ لأنّ الأفكار السياسيّة تستند على العقلانيّة، والعقلانيّة تستند في كلّ نموذج سياسيّ على الافتراضات العقائديّة والنموذجيّة المسبقة الخاصّة بها.
     وعلى هذا الأساس ينبغي للجمهوريّة الإسلاميّة أن تسعى إلى نشر عقلانيّة الإسلام الفقاهتي في صفوف كافّة مسلمي العالم، كي نشهد نهاية العنف والنزاعات غير المنطقيّة.
 
منبع: دبیرخانه مجمع اندیشمندان ایران و جهان عرب
 
امتیاز دهی
 
 

خانه | بازگشت |
Guest (PortalGuest)


Powered By : Sigma ITID